رغم غزو الميديا لاهتمامات الشباب، ما زال للكتاب مساحة في جامعة هايغازيان، تدافع عنها مجموعتا «English society» و»Education society»
هاني نعيم
أسّس طلاب قسم الأدب الإنكليزي في جامعة هايغازيان «المجموعة الإنكليزية» عام 2004، «ولكنها لم تنشط إلا بعد مرور سنتين على التأسيس»، على حد تعبير رئيسة المجموعة دنيا كريّم.
تقوم المجموعة بنشاطات ذات صلة بالأدب الإنكليزي، من قراءات شعريّة للطلاب وفتح نقاشات عن النصوص التي يكتبونها، إلى ورش عمل تساعد على تطوير القدرات الكتابيّة لديهم. كما تفكّر المجموعة بتنفيذ مشروع «Reflections» الذي أطلقته الجامعة العام الماضي، والذي يقضي بنشر كتيّب يتضمن نصوصاً حرّة لطلاب الجامعة.
أما أبرز الأعمال المجموعة فهو «Book Forum» الذي يقوم على اختيار الطلاب لكتاب معيّن يقرأونه خلال شهر ويناقشونه بعد ذلك بحضور أحد أساتذة الجامعة الذي يقدّم نبذة عن حياة الكاتب وتجربته لإحاطة الطلاب بظروف كتابة الرواية. وعادة ما يتركّز النقاش على دراسة شخصيات الرواية وسلوكيّاتها. في المرّة الأولى، اختار الطلاب رواية «الزهير» للروائي البرازيلي باولو كويللو، وشارك في النقاش نحو 15 طالباً. أما السنة الماضية فقد تضاعف العدد في مناقشة رواية «فرنكستاين» للكاتبة البريطانيّة ماري شالي. إلا أن المنتدى سيغيب هذه السنة لأن المجموعة منهمكة في التحضير لمشروع أكبر: نقل التجربة إلى الجامعات الأخرى.
«سندعو طلاب الأدب الإنكليزي من مختلف الجامعات في لبنان، لنتبادل الخبرات معهم. نشجّعهم ونساعدهم على إنشاء مجموعات ذات أهداف قريبة منّا» تشرح دنيا.
وفيما تنشغل هذه المجموعة في تعميم تجربتها بعيداً عن الكتاب في هذه الفترة،
تظلّ «مجموعة التربية» في صلب حدث إعلان بيروت عاصمة عالميّة للكتاب لهذا العام، الذي تزامن مع أسبوع المطالعة.
فبعدما نظمت هذه المجموعة التي تأسست عام 2007 وتضم طلاب قسم التربية، أول معرض كتاب لها خلال العام الماضي، بطابع تربوي موجّه للكادر التعليمي في الجامعة، تحضّر هذا العام لمعرض ذي نكهة مختلفة. «لن نستهدف الأساتذة فقط، بل سنتوجه أيضاً لطلاب الجامعة والمدارس، وخصوصاً أنه ستُدعى كل مدارس بيروت للمعرض» كما تفيد رئيسة المجموعة آلين روسياليان، لافتة إلى مشاركة سبع مؤسسات ومكتبات، بينها داران أرمنيان للنشر، هذا العام.
أما الكتب التي سيتضمّنها المعرض فهي بأربع لغات: العربية، الإنكليزية، الفرنسيّة والأرمنيّة، تتنوّع مواضيعها بين الفلسفة والتاريخ والأديان والأدب والفنون والرواية.
ولجذب الطلاب للمشاركة، تقول آلين: «نحاول قدر المستطاع أن تكون فكرة التسويق قريبة منهم، لذا نعمل ليكون شكله ترفيهياً، وغير ممل». أما بالنسبة للأسعار، فتروي آلين همساً «بعض المكتبات ستضع حسومات تصل إلى40%، وذلك ليناسب كل الفئات الاقتصاديّة للزوار من داخل الجامعة وخارجها».
وفي مقاربة لعملهم مع سرعة انتشار الميديا، تقول آلين «إذا لم نحاول التخفيف من تأثير الإنترنت على حياتنا، فنحن نتّجه نحو علاقة سيئة مع الكتاب»، بينما يعلن العضو في المجموعة «الإنكليزية» محمد تمساح أن «استخدام الكتاب أسهل من الإنترنت. وهو لن يموت!».