أمل عبد اللهيعاني المصابون بالإكزيما صعوبة في التخلص من هذا المرض الجلدي، وخصوصاً الأطفال. هؤلاء قد يعانون التهابات جلدية إضافية تتسبّب بها بكتيريا staphylococcus aureus، ما يزيد من حدة الإكزيما. لكن يبدو أن العلاج أبسط مما هو متوقع. في دراسة أجريت في الولايات المتحدة تبين أن إضافة مادة مبيّضة bleach إلى ماء الاستحمام، قد تساعد على الشفاء من الإكزيما. في الدراسة التي شملت 31 طفلاً مصابين بالتهابات جلدية ناشئة عن s.aureus أضيف إلى ماء الاستحمام نصف كوب من مادة مبيّضة، وذلك وفق ما نشرته مجلة «ساينس دايلي» أخيراً.
اختيرت مجموعة عشوائية من المشاركين للاستحمام بهذا الماء مرتين في الأسبوع لمدة خمس إلى عشر دقائق، طيلة ثلاثة أشهر. وأُعطي قسم من المرضى مرهماً علاجياً، وآخر غير علاجي للقسم الآخر، وطُلب من المجموعتين وضع المرهم داخل الأنف حيث تتكاثر هذه البكتيريا عادة.
بالنتيجة، تبيّن أن حدة الإكزيما تراجعت بنسبة كبيرة عند الأشخاص الذين استخدموا المرهم العلاجي، كما تبين أنّ الأماكن التي تعرضت للمادة المبيضة هي فقط، التي شهدت تراجعاً في حدة الالتهاب الجلدي. وتفسر الدكتورة إيمي بالير القيّمة على البحث، التحسن السريع الذي شهده الأطفال الذين استعملوا المادة المبيّضة في ماء الاستحمام، بقدرة هذه المادة على محاربة البكتيريا والقضاء عليها، وبأثر التراجع في أعداد البكتيريا على حدّة المرض. كما أنّ الاستعمال المتكرر لهذه المادة منع إعادة انتشار الإكزيما.
الاكتشاف الجديد لا يعني أن يسارع الأهل إلى إضافة المادة المبيضة إلى مياه الاستحمام من دون الرجوع إلى الأطباء المختصين. فقد حذر البروفيسور مايك كورك، من «مستشفى شيفيلد للأطفال»، من خطورة استخدام المبيضات بصورة عشوائية، وشدّد على المضارّ الكبيرة التي ستلحق بالأطفال إذا لم يتولّ هذه العملية خبراء في هذا المجال. وغنيّ عن القول إن هذا الاكتشاف في حاجة إلى مزيد من الدراسات والأبحاث قبل أن يقرّ.