السلطانية ــ داني الأمينلم يذهل أهالي بلدة السلطانية بما سمعوه من خبر إلقاء القبض على اثنين من أبناء البلدة بشبهة التعامل مع العدو الإسرائيلي. فالأخوان ج. ي. (47 سنة) و ح. ي. (41 سنة) اللذان قبض عليهما فرع المعلومات أمس كانا منبوذين من أبناء بلدتهما، لأسباب تتعلّق بالسرقة والمخدرات، كما يشير الى ذلك العديد من أبناء البلدة. ففور ورود نبأ إلقاء القبض عليهما، عمد البعض الى توزيع الحلوى «لأننا كنا نريد أن يحصل ذلك منذ أمد بعيد، فأعمال هذين الشابين تثير الريبة والعار منذ وقت طويل»، يقول ابن البلدة محمد مرواني، مضيفاً: «نحن أبناء هذه البلدة التي قدّمت العديد من شهدائها دفاعاً عن الوطن، نطالب بإنزال أشدّ أنواع العقوبات بهذين الشابين إذا ثبت تعاملهما مع إسرائيل». ويذكر أبناء آخرون من البلدة ذاتها العديد من الروايات التي تثير الشبهة حول تصرفات الأخوين الملقى القبض عليهما، فيقول أحدهم: «سبق أن ألقت الجمارك اللبنانية القبض على المدعو ج. ي. عام 1996 بعدما دهمت قوة منزله وعثرت في داخله على كمية من المخدرات، إضافة إلى أسلحة رشّاشة إسرائيلية الصّنع. وقد سجن وقتها سنة وثمانية أشهر. ويشير بعض أبناء البلدة إلى أن شقيقاً ثالثاً للموقوفين استشهد عام 1994 في وادي السلوقي القريب من بلدة شقرا، أثناء قيامه بعمل عسكري ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي ضمن مجموعة من مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وقتها، انطلقت المجموعة من منزل المدعو ج. ي. ويذكر أحد مسؤولي المقاومة في البلدة أن «ح. ي. كان يتردد في السنوات الأخيرة الى قبرص، فقد كنّا نعلم بذهابه الى هناك، ومنذ نحو شهرين، سافر لمدّة 20 يوماً. وظهرت عليه معالم اليسر المادي رغم أنه يعمل في حدادة السيارات، ومحلّه متواضع ولا يقصده زبائن كثر. وهو دائماً يبدّل سيارته الخاصة». أما أخوه ج. ي، فقد اعتقله الجيش السوري عام 1989 بتهمة تورّطه بتفجير إحدى سياراته العسكرية في بيروت، وقد سجن وقتها عاماً و6 أشهر. وفي حرب تموز الأخيرة، ألقى أفراد من المقاومة في البلدة القبض عليه وحقّقوا معه بعدما كان يتجول أثناء القصف الإسرائيلي بسيارته داخل أحياء البلدة بشكل مثير للشبهة. وبعد التحقيق معه سريعاً، طلب منه المقاومون مغادرة البلدة التي أمطرها العدوّ بالقصف مدمّراً 15 منزلاً يقطنها مقاومون. وقد ضبط أفراد من المقاومة في ذلك الحين كاميرات مراقبة إسرائيلية الصنع تعمل على الطاقة الشمسية في إحدى التلال المجاورة لمنزله. وتجدر الإشارة إلى أن والد الموقوفَين قُتل داخل منزله بداية الثمانينيات، من دون أن يعرف قاتله حتى اليوم.