ديما شريفلا أعرف ماذا حدث في السابع من أيار 2008. فعلاً لا أعرف. «غزوا بيروت»، تقول والدتي. «دافعنا عن وجود المقاومة»، تقول صديقتي.
لا أعرف ماذا حدث في السابع من أيار 2008. كنت أريد التوجه إلى عملي. لم أستطع إيجاد سيارة أجرة. مشيت قليلاً نحو تقاطع السوديكو فوجدت أفراداً من الجيش ينصحون الناس بالرجوع. سألت أحدهم عما يحصل. لم يجبني. أشار برأسه ناحية تقاطع بشارة الخوري. هناك كان بعض الأولاد يسهمون في إعادة الإعمار عبر نقل الحجارة إلى الطريق، ويحاولون إشعال مستوعب النفايات وبعض الإطارات. وقف الجيش يتفرج عليهم وكلّ ما فعله هو «نصح» الناس بعدم التوجه إلى هناك.
لا أعرف ماذا حصل في السابع من أيار 2008. لكنني في الثامن منه حاولت أيضاً الذهاب إلى عملي. وبعناد ينمّ عن غباوة، عدت إلى تقاطع السوديكو لأجد أفراداً جدداً من الجيش وأطفالاً جدداً يحملون الهراوات ويقطعون الطريق. المشهد كان لا يزال على حاله. عندما وصلت أخيراً إلى عملي، استمتعت بأصوات الرصاص التي لعلعت من وقت لآخر ما أعادني لوهلة إلى طفولتي «السعيدة» أثناء «حرب الآخرين على أرض الفينيق».
لا أعرف ماذا حصل في السابع من أيار 2008. لكنّني أعرف أنّ هناك من وجّه سلاحه إلى الداخل وحاول إقناعنا بأنّه يدافع عن المقاومة داخل بيروت. وأعرف أيضاً أنّ هناك من غرّر بشبان شماليين ودفعهم إلى القتال دفاعاً عن مشروعه الغربي ومذهبيته البالية.
لا أعرف بعد إذا كنت أحب لبنان.