رنا حايكعالبيت؟ وأترك الحمرا لهم؟ أياً كانوا؟
صار أيضاً أنني عاندت، وكابرت، ورغم أنني «رجعت عالبيت»، إلا أن مغناطيساً غير واضح المعالم ظل يشدني نحو الحمرا.
في اليوم التالي والأيام التي تلته، أصبحت أتعمّد إطالة طريقي إلى العمل، لأمرّ كل صباح في شارعي الذي تحول مدينة أشباح، أصبّح على المقاهي المقفلة، أخزّن في رأسي الثقيل مشهداً أغار عليه من الزوال، وكأنني أطمئن تلك الجدران، بسذاجة مثيرة للشفقة، بأنني لن أسمح بتدنيسها، وبأنني سأدافع عن بقائها ولو بصورة لها أحفظها في الحيز الأدبي من ذاكرتي. كنت أرمق بكره كل مسلح هناك مصادراً يومياتي، وفارضاً عليّ إيقاع رشاشه الثقيل، وأنا أدرك تماماً أن الحيّز الأدبي لا يكفي لمواجهة الرصاص الحي.