ديما شريفمريض في غيبوبة منذ 34 عاماً، يتناتشه الأصدقاء والأقرباء قبل الغرباء طمعاً في ثروته. هذا محور مسرحية «فتنا كوما»، التي قدمها فريق المسرح في جامعة بيروت العربية ضمن المهرجان المسرحي الجامعي الثاني الذي تنظمه وزراة الثقافة على مسرح الأونيسكو.
هذا المريض الذي صدمته بوسطة منذ 34 عاماً، وهو يقطع الطريق في عين الرمانة، ملقى في المستشفى منذ ذلك الحين. تنتظر زوجته ووالدته، شقيقته وزوجته، وحتى طبيب المستشفى وممرضاتها موته ليضعوا يدهم على ثروته. ورغم أنّه في غيبوبة، إلا أنه تزوّج، كما تملي المسرحية، وتوسعت أعمال شركاته، إذ تظهر المشاهد سكرتيرته وهي تزوره وتجعله يوقّع على مستندات وأوراق كي يستمر العمل. وحدها عاملة التنظيفات في المستشفى تهتم بالمريض وليست من الطامعين به، وتحاول طيلة المسرحية إيقاظه من غيبوبته. عندما يخبر الطبيب الأهل أنّ مريضهم سيموت، يتّضح أنّ ثروته اختفت بفعل الاستثمارات السيئة طيلة 34 عاماً الماضية نتيجة القروض التي استدانها، مع وجوب تسديد فاتورة المستشفى الكبيرة.
في النهاية، يستيقظ المريض ويأخذه أهله خارج المستشفى. لكن بعد فترة تعيده فتاة بعدما وجدته ملقى على الأرض في منطقة ساقية الجنزير، وقد أصيب بغيبوبة جديدة بعدما صدمته بوسطتان، واحدة آتية من عين التينة والأخرى من قريطم. تجدر الإشارة إلى أن المسرحية لم تخلُ من المواعظ التي أملتها، على الطريقة اللبنانية، عاملة التنظيف التي تمثل الضمير اللبناني، خلال حديثها. وكان طلاب جامعة البلمند قد قدموا مشهداً كوميدياً قصيراً يتناول محاولة إحدى الأمهات في قرية نائية تلقين ابنتها اللغة الفرنسية لتعجب العريس الآتي من المدينة. رافقت المشهد مواقف مضحكة بسبب تعنّت الفتاة ورفضها أن تتعلم. أما عندما حضر العريس في النهاية، فقد اتضح أنّه، مثلها تماماً، قد تعلّم الفرنسية ليبهرها، وهو من القرية المجاورة. ورغم النجاح في إضحاك الجمهور فإنّ المشهد لامس العنصرية في التطرق إلى الطريقة التي يتحدث بها أهل القرى.
ينتهي المهرجان في الرابع عشر من أيار باحتفال توزع خلاله الجوائز على المسرحيات المشاركة.