بسام القنطاراحتفل العالم أمس بذكرى مرور 150 عاماً على معركة «سولفرينو»، وبعيد ميلاد السويسري هنري دونان الذي تأثّر بالفظاعة الوحشيّة لهذه المعركة التي خلّفت آلاف القتلى والجرحى، فأسس الحركة العالمية للصليب الأحمر، التي يمكن اعتبارها اليوم الحركة الأكثر قبولاً واحتراماً على الصعيد المحلي والعالمي.
وللمناسبة، انطلقت في بيروت حملة «150 عاماً على طريق الإنسانية»، في إطار المشاركة في الحملة الدولية التي تنظمها الحركة العالمية للصليب والهلال الأحمر تحت شعار «عالمنا بعملكم».
وقد أطلقت الحملة خلال مؤتمر صحافي في المركز الرئيسي للصليب الأحمر اللبناني ـــــ شارع سبيرز، تحدث فيه رئيس الصليب الأحمر اللبناني سامي الدحداح، ورئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في لبنان أولي يوهان هوغه، ورئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان جورج كومنينوس.
واللافت أنه رغم حضور ممثل عن الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي يقدّم خدمات لما يزيد على 500 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان، إلا أنه لم يُشرَك في الحملة التي ستقام محلياً وتستمر حتى أواخر شهر تموز، وتقوم على فكرة تسيير باص يجوب لبنان، بهدف تعزيز التواصل وتعميم المعرفة بشأن الحركة العالمية ومبادئها ومفاهيمها. وسيحمل الباص شعارات الحركة ويتضمن معرضاً للصور تمثّل عمل حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر في لبنان والعالم. وستقام على هامش هذه الرحلة أنشطة متنوعة ينظمها المتطوّعون في فروع الصليب الأحمر ومراكزه.
وفيما تركّز الحملة على الترويج للمبادئ الإنسانية للحركة العالمية، لم تعط حيّزاً واسعاً للتعريف بالتكلفة البشرية للحرب الأهلية اللبنانية، خلال مسيرة الباص التي ستشمل تسع مناطق لبنانية. واللافت أن كومنينوس أعلن إنجاز اللجنة الدولية للصليب الأحمر دراسة واسعة في سبعة بلدان، بينها لبنان، عن الأشخاص المتأثّرين بالنزاعات المسلحة الذين قبلوا إعطاء شهاداتهم. وأمل أن يسهم الباص في ملاقاة الأشخاص الذين يودّون إسماع أصواتهم، وخصوصاً في الأماكن البعيدة والنائية. تجدر الإشارة إلى أن من ضمن الحملة العالمية أطلقت، أمس، بوابة إلكترونية عالمية www.ourworld-yourmove.org تدعو كل من يرغب لعرض أفلام فيديو وصور تـظهر روايات شخصية لناجين من نزاعات وكوارث. وتتضمن البوابة قسماً باللغة العربية، لكنّ هذا القسم يخلو حتى الآن من أي رواية عن تجارب الإنقاذ في حرب غزة الأخيرة، على الأقل شهادة المسعفين الذين منعتهم قوات الاحتلال من إنقاذ من بقي من عائلة السموني، الذين عاشوا مأساة جرحى «سولفرينو» نفسها، مع فارق الزمن، والجنسية طبعاً.