وزعت أمس وزارة التربية والتعليم العالي جوائزها للرابحين في مسابقة «معرض الربيع الثاني» الذي يقام تحت شعار «اقرأ، ثم اكتب أو ارسم». الذي شارك فيه تلامذة من مدارس رسمية وخاصة
ديما شريف
يقف محمد الذي يبلغ العاشرة من عمره أمام إحدى اللوحات في «معرض الربيع الثاني» الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم العالي لتلامذة المدارس الرسمية والخاصة. يتأمل اللوحة التي رسمتها التلميذة أديل رزق من مدرسة القديس بطرس في الكورة: بيت ريفي محاط بحديقة وإلى جانبه جدول ماء وجسر صغير. لوحة متقنة الرسم والتلوين ليس فيها أدنى خطأ. ينظر إلى البطاقة الصغيرة تحت اللوحة وعليها عمر أديل: ثماني سنوات. فيصرخ لصديقه الواقف قربه «ما بصدّق إنها أصغر منا». يذهب ليحضر أصدقاءه الآخرين ويريهم اللوحة: «شوفوا شو منيحة، وهي أصغر منا». يعود لتأمل اللوحة ثم يقرر: «أكيد ما هي رسمتها»، منتقلاً إلى لوحة ثانية.
لم يكن محمد الوحيد المهتم باللوحات المعروضة، إذ جال جميع التلاميذ المشاركين في المعرض عليها بدورهم، تأملوها ملياً وعلّقوا عليها، يشاركهم في ذلك أساتذتهم وأهاليهم. حازت لوحة «الحورية الصغيرة» المقتبسة عن برنامج الكرتون الشهير «Little Mermaid» ورسمتها التلميذة في مدرسة حي النزهة في طرابلس منار الكردي إعجاب الفتيات الصغيرات. فتحلّقن حولها وأبدين انبهارهن بألوانها الزاهية. أما الكبار، فقد أجمعوا على جمال لوحة التلميذ في مدرسة وطى المصيطبة الرسمية الابتدائية روماريو حيدر (15 عاماً) التي تصوّر وجوهاً وعيوناً متداخلة تبكي، بينما نوّه عدد منهم بلوحات تلامذة هذه المدرسة التي تميّزت عن غيرها.
غلب على لوحات التلاميذ المشاركين طابع المعيش، إذ تناولت موضوعات يصادفها التلامذة في حياتهم اليومية أو يقرأون عنها. رسموا العائلة والأصدقاء والبيوت الريفية التي يكثر وجودها في كتب القراءة. فيما رسمت مثلاً التلميذة في مدرسة الليسه ناسيونال نانسي البعيني مشهداً من «دون كيخوتي».
وقد سبق المعرض حفل افتتاح رسمي برعاية وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري. كانت الحماسة على أشدها بين التلاميذ قبل بدئه لأنّهم سيلتقون الوزيرة. كانت الفتيات هن الأكثر حماسة بين التلامذة. إذ صفّقن لها مطوّلاً عندما حضرت إلى جانب تصفيقهم المتكرّر كلما ذكر اسمها. وتميّزت الكلمات التي ألقاها كلّ من رئيس مصلحة الشؤون الثقافية والفنون الجميلة في الوزارة فارس الخوري والحريري بكونها منمقة وسياسية جداً بالنسبة لحضور يمثّل تلامذة المدارس أغلبيته الساحقة. فلم يتوانَ الخوري عن سؤال الحضور عن البلد الذي يرغبون بالإقامة فيه بعدما تدخل الأجنبي في قرارات لبنان الداخلية! أما الحريري فأشادت ببيروت التي كتبت وطبعت ونشرت ورسمت. ولم يخلُ خطابها من الإشارة إلى «هم» الذين يريدون تدمير بيروت وحضارتها.
وسبقت الكلمات الرسمية وقفة فنية قدمها التلامذة. إذ جلس على المسرح علاء اللقيس من ثانوية عمشيت الرسمية ورسم لوحة للحريري قدمها إليها في نهاية الاحتفال، صاحبه التلميذ في مدرسة الأخوة المريميين في جبيل جوزيف روحانا عزف على العود، فيما ألقى التلميذ في ثانوية عمشيت الرسمية جو يوسف قصيدة شعرية وطنية. في النهاية، وزعت جوائز نقدية على التلامذة الفائزين في مسابقتي الرسم والكتابة الأدبية.