ارتفع أمس إلى 9 عدد الشبكات التي يشتبه في عمل أفرادها مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، والتي تمكنت القوى الأمنية اللبنانية من تفكيكها خلال الأيام الـ28 الماضية، إذ وضع فرع المعلومات يده على شبكتين في الجنوب
بنت جبيل ـــ داني الأمين
توالت عمليات الكشف عن الشبكات المشتبه في عمل أفرادها مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، فحطّ فرع المعلومات رحاله أمس في بلدات الغازية وبنت جبيل وقانا، حيث أوقف 4 أشخاص وزوجتي اثنين منهم للاشتباه في تأليفهم شبكتين تعملان لحساب الاستخبارات الإسرائيلية. في الغازية، أوقف فرع المعلومات فجر أمس الشقيقين ح. ش. (46 عاماً) وم. ش. (52 عاماً) وزوجة أحدهما، وهما من بلدة بني حيان الجنوبية، ويعملان في مجال استيراد معدات صناعية من الخارج. وذكر مسؤول أمني رفيع لـ«الأخبار» أن الموقوفين اعترفا بتجنّدهما للعمل لحساب استخبارات العدو الإسرائيلي منذ عام 1999، وأنهما دخلا الأراضي الفلسطينية المحتلة أكثر من مرة. وضبطت القوى الأمنية أجهزة تقنية متطورة في حوزة الموقوفين اللذين أشارا إلى أن معظم المهمات التي كلفهما بها مشغلوهما تمحورت حول جمع معلومات عن المقاومة، أفراداً ومراكز.
في مدينة بنت جبيل، أوقف فرع المعلومات ش. ع. (40 عاماً)، فيما أوقِف شقيقه ح. ع. (38 عاماً) في بلدة قانا، للاشتباه في تورّطهما بالعمل لحساب الاستخبارات الإسرائيلية. ويبدو أن أهالي بنت جبيل لم يفاجأوا بخبر توقيف الشقيقين، وخاصة أن الأول كان عميلاً لإسرائيل أثناء إقامته في الشريط الحدودي، حيث كان يعمل قبل عام 2000 في صفوف جهاز الأمن التابع لميليشيا لحد. ومع التحرير، فرّ إلى فلسطين المحتلّة ليقيم فيها عاماً كاملاً قبل أن يعود إلى لبنان حيث حوكم وسجن مدةً لا تتجاوز شهراً. ويذكر أبناء بنت جبيل أن ش. ع. كان أثناء الاحتلال يشرف على شبكة المحطات الفضائية التي توزّع الاشتراكات على أبناء البلدة، وبعد خروجه من السجن عمل في محلّ لصيانة الأدوات الإلكترونية، إلى أن ألقي القبض عليه يوم أمس. وقد دهمت قوة من فرع المعلومات منزله وصادرت منه أجهزة إلكترونية وجهاز كمبيوتر. أما شقيقه ح. ع. الذي أوقِف مع زوجته، فهو يقيم في بلدة قانا الجنوبية، ويعمل في محلّ للتصوير الفوتوغرافي دُهم بعد ظهر أمس.
ورجّحت المعلومات المستقاة من التحقيق الأولي أن يكون الشقيقان قد استمرا بالعمل لحساب الاستخبارات الإسرائيلية منذ عودة ش. ع. من فلسطين المحتلة، التي دخلها الشقيقان بعد ذلك للقاء مشغليهما. وذكر مسؤول أمني رفيع لـ«الأخبار» أن زوجتي المشتبه فيهما اللتين أوقفتا معهما أمس غير مشمولتين بالشبهة، إلا أن القوى الأمنية أوقفتهما بناءً على إشارة القضاء بقصد الاستماع إلى إفادتيهما بهدف جمع أكبر قدر ممكن من المعطيات عن الزوجين.
وقد سرت في مدينة بنت جبيل شائعات على نطاق واسع عن توقيف اثنين آخرين من أبناء البلدة بالشبهة ذاتها، إلا أن مسؤولين أمنيين نفوا ذلك، مشيرين إلى أن أحد من شملتهم هذه الشائعات استُدعي أمس إلى مكتب استخبارات الجيش اللبناني في بنت جبيل وأُطلق سراحه من دون وجود أي شبهة حوله.
وفي سياق متصل، تابع قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر أمس تحقيقاته في ملف المدعى عليهم بالتعامل مع الاستخبارات الإسرائيلية، فاستجوب المدعى عليه جوزف ع. (أحد أفراد المديرية العامة للأمن العام) الذي كان قد أوقِف منتصف نيسان الماضي ضمن ما عرف بشبكة العميد المتقاعد من الأمن العام أديب ع.