يكاد خبر التهجّم على دوريات القوى الأمنية أن يصبح خبراً عادياً، في ظل تكرار هذه الحوادث، التي لم يكن آخرها حادث وقع قبل يومين في منطقة صبرا ـــــ بيروت. فعند قيام دورية من قوى الأمن بقمع مخالفة بناء، تجمهر عدد من الأهالي ورشقوا أفراد الدورية بالحجارة والأخشاب. وحسب ما ذكرت تقارير أمنية، فقد أصيب 3 عسكريين بجروح طفيفة، فيما تكسّر زجاج آليتين، وتطور الأمر إلى إشكال واسع، احتُجز خلاله بعض أفراد الدورية داخل أحد المباني، ما اضطر أحدهم إلى إطلاق النار من أجل تفريق المحتشدين. وعلى الأثر أطلق مجهولون النار من أسلحة رشاشة، من دون أن يؤدي ذلك إلى إصابات، واضطرت الدورية إلى الانسحاب من المنطقة عاجزة عن قمع المخالفة.تهجّم آخر، على دورية أخرى، وقع في منطقة المصيطبة ـــــ بيروت أثناء قيام دورية من الشرطة بقمع مخالفات الدراجات النارية، حيث حصل تلاسن بين أفراد الدورية والمواطن ع. ظ. الذي كان على متن دراجة نارية من دون أوراق ثبوتية، فأوقفته الدورية. وعلى الأثر، تهجّم شبان من المنطقة على أفراد الدورية بواسطة السكاكين، بحسب ما أوردت تقارير أمنية، وتمكّنوا من إطلاق سراح الموقوف بالقوة، وسهّلوا أمر فراره، ما دفع أحد أفراد القوى الأمنية إلى إطلاق النار في الهواء من سلاحه الرشاش لتفريق الحشود وضبط الأمر، من دون أن يؤدي ذلك إلى وقوع إصابات. بيد أن الدورية اضطرت إلى الانسحاب من المنقطة تحاشياً لأي تصعيد. وبنتيجة المتابعة، تمكّنت القوى الأمنية، في وقت لاحق، من توقيف أحد المشتبه في مشاركتهم في الحادث، فيما سُطّر بلاغ بحث وتحر بحق ع. س. بجرم مقاومة عناصر قوى الأمن، بعدما صعد أثناء التهجّم على الدورية على غطاء محرك الآلية العسكرية التابعة للدورية، واضعاً سكيناً على عنقه مهدداً بقتل نفسه.
لم تقتصر هذه الحوادث على بيروت، فكان لمنطقة شتوره ـــــ البقاع حصة في عدم الامتثال للقوى الأمنية والاعتداء عليها، إذ تعرّض أحد أفراد قوى الأمن للصدم من سيارة يقودها مجهول، بعدما رفض الأخير إبراز أوراقه الثبوتية عند طلبها منه على أحد الحواجز، فأطلق على الأثر العسكري النار في الهواء من مسدسه، من دون أن يصاب أحد، بينما فرّ سائق السيارة.
(الأخبار)