أمل عبد الله تنشط المؤسسات الصحية حول العالم بهدف تشجيع النساء على إجراء فحوصات دورية للكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم. تساهم الفحوص التي تجرى، ومنها فحص الزجاجة، بتحسين فرص الشفاء من سرطان عنق الرحم إذا اكتُشف في مراحله الأولى. إلا أن تراجع احتمال الإصابة بسرطان عنق الرحم عند النساء اللواتي تجاوزن الخمسين من العمر، دفع بعدد من العلماء البريطانيين لإجراء دراسة من أجل تحديد الفائدة الحقيقية لفحص الزجاجة عند هذه الفئة العمرية، مقارنة بالمضار التي يمكن أن يسببها هذا الفحص على الصعيد الجسدي والنفسي، إضافة إلى التكلفة المادية.
إن الهدف من إجراء فحص الزجاجة هو الكشف عن التقرحات أو الخلايا التي يمكن أن تتطور لتصبح خلايا سرطانية. وفي كثير من الأحيان، تنتج هذه الخلايا المتغيرة أو التقرحات من الإصابة بالأمراض الجنسية. إلا أن نسبة حدوث هذه التقرحات هي أقل من واحد في المئة بعد سن الخمسين. رغم ذلك ثمة أهمية خاصة لإجراء هذا الفحص بعد تخطي العقد الخامس، هذا ما أظهرته الدراسة التي أجراها باحثون من مركز البحوث السرطانية في المملكة المتحدة وشملت مليوني سيدة. فقد تبيّن أن عدداً كبيراً من الإصابات في هذه الفئة العمرية، ما كان ليُكشف عنها لولا خضوع المريضات لهذا الفحص. بحسب النتائج التي نشرتها المجلة البريطانية للسرطان عن هذه الدراسة، إن ثلثي الفحوصات التي أظهرت وجود خلايا سرطانية، خضعت لها نساء جاءت نتائج فحوصاتهن سلبية، عندما كنّ في سن الأربعين. ومن هنا يرى الباحثون أن التخلي عن هذا الفحص عند النساء المتقدمات في السن قد يحرمهنّ فرصة الكشف المبكر عن المرض، ويؤكد معدّو الدراسة أن عدم إصابة امرأة ما بتقرحات في سن مبكرة لا ينفي حدوث هذا الأمر في السنوات اللاحقة.