صور ــ آمال خليلانتبه تحويلة. انتبه أشغال. الطريق مقطوعة. كأنك في مدينة المفاجآت أو الألعاب لولا أن «الملعوب به» هو حياة الناس! يفاجأ السائق من حيث لا يدري بلافتات وتحويلات للسير مرات عدة، تارة يميناً وطوراً يساراً، على أوتوستراد صيدا صور، في المنطقة الممتدة من الزهراني إلى الصرفند. وفيما يقود سيارته، ذهاباً أو إياباً، يفاجأ خلال ثوان بأن سيارات الخط الآخر قد... انضمت إلى خطه، ولو بالاتجاه المعاكس، لتشاركه في رحلة القيادة السريعة والسعيدة على أوتوستراد صيدا صور، أو أوتوستراد الموت، كما بات يصفه سالكوه في الآونة الأخيرة، لوقوع الضحايا بوتيرة مقلقة نتيجة حوادث السير هناك.
وكان المواطنون قد فوجئوا قبل أيام بعمال يعملون لمصلحة إحدى شركات المقاولات يقطعون طريق الإياب من صور، ويحوّلون السير السريع باتجاه واحد. ولدى الاستفسار من هؤلاء العمال، ظهر أن وزارة الأشغال العامة قررت «مشكورة» تأهيل الأوتوستراد، وتغيير طبقة زفت الطريق بعد سنوات على تعبيدها. وقد بدأ المتعهد المسؤول والموكل من الوزارة، العمل تدريجياً وحتى إشعار آخر، مقسّماً الطريق إلى أجزاء ينجزها الواحد بعد الآخر.
تأهيل الأوتوستراد، أو ما استحق صفة طريق الظلام لافتقاده الإنارة والإشارات الضوئية في أحواله العادية والتأهيلية على السواء، أثار عجب الناس الذين ينتظرون همّة الوزارة والشركة المتعهدة الموكلة أن «تكمل جميلها» وتنجز الأشغال في الطريق الدولية الممتدة من بيروت حتى قرى قضاء صور. وهي أشغال أقرتها حكومة الرئيس الراحل رفيق الحريري الأولى. وبالرغم من تأكيد وزارة الأشغال نيتها إنجازه، فإن المتعهد يعمل منذ أكثر من أربع سنوات على إكمال جزئه الأخير، أي المسافة الممتدة من منطقة أبو الأسود وصولاً حتى بلدة قانا. وتراوح الأشغال مكانها في وادي نهر الليطاني في القاسمية منذ ما قبل عدوان تموز.
قطع الأوتوستراد المفاجئ ثم وصله من زوايا عدة، أجبر المواطنين على اختراع نوع من «مسارب» على طول المنطقة المقطوعة، ما يسبّب إضافةً إلى تحويل السير بالاتجاهين، حوادث خطرة ومميتة، يأمل المواطنون أن لا تتعدى بورصة ضحاياها الشابين عبد المعطي دياب (30 عاماً) ودياب دياب (26 عاما) اللذين لقيا مصرعهما لدى اصطدامهما ليلاً منذ أيام عدة، بسواتر الباطون التي قطع بها المتعهد المسلك الشرقي عند بلدة الصرفند، وحوّل بها السير إلى المسلك الغربي بالاتجاهين.