البقاع ــ رامح حمية«شو هالعالم صار بلا ضمير؟ كيف متعهدين بيشتغلوا مشروع لمنطقة بهالطريقة؟ لكن الحق ليس على الشركات التي نفذت بل على الدولة التي لا تراقب ولا تحاسب». هكذا ينتقد علي العزير طريقة تنفيذ مد شبكة المياه الجديدة في قرى غرب بعلبك. ويتابع «الناس تفرح بتفجر الينابيع في قراهم، أما نحن فالينابيع تتفجر في طرقنا، التي أصبحت بدورها عبارة عن حفر مليئة بالمياه». نقمة واستياء عارمان عند أهالي غرب بعلبك بدءاً من بلدة فلاوي وحتى شمسطار، للتنفيذ السيئ والمشاكل والأعطال في معظم المحولات والقساطل الرئيسية والفرعية في الشبكة الجديدة لمياه الشفة (اليمونة) التي انتظروها زهاء 7 سنوات (بدأ العمل عام 2001) بديلاً للشبكة القديمة المهترئة والمنفذة عام 1965، وهو ما أثارته «الأخبار» منذ سنتين في (العدد 315 )، وكشفت فيه عن فضائح تنفيذية لجهة المعايير التي استخدمتها الشركات المنفذة. فقد رُكّبت قطع مستعملة وغير أصلية، إلا أن أحداً لم يحرك ساكناً لا من البلديات ولا حتى من مؤسسة مياه البقاع، التي تعهد حينها المدير العام بالتكليف بمعالجة المشكلة وتسليم المشروع منجزاً بداية عام 2008. إلا أن ذلك لم يحصل وتم تشغيل الشبكة الجديدة، على الرغم من الأعطال، لتتحول الشوارع العامة والفرعية وحتى الأزقة في بلدات طاريا وشمسطار وحدث بعلبك والنبي رشادة وكفردان إلى مستنقعات تارة، وسواقٍ وجداول تارة أخرى، تصب جميعها في بحر الهدر الكبير لمياه اليمونة على أبواب فصل الصيف الذي تعاني فيه المنطقة كل عام حالة انقطاع تامة.
ولعل اللافت أن الشبكة القديمة، على الرغم من حالة الاهتراء في بعض قساطلها، إلا أنها ما زالت العصب الأساس في تأمين مياه الشفة للمنطقة حتى اليوم، لأن الشبكة الجديدة، بالإضافة إلى المدة الطويلة في التنفيذ والأعطال الكثيرة فيها، إلا أنها لم تشمل أيضاً كل الأحياء في بعض القرى، الأمر الذي استدعى من بعض البلديات، على الرغم من عدم مسؤوليتها، المساهمة وتقديم المساعدة لإصلاحها لفك ضيقة مواطنيها. وقد أوضح نائب رئيس بلدية طاريا أحمد حمية أن البلدية «غير مسؤولة عن أخطاء شركة المياه، لكنها تقدم حالياً المساعدة لمؤسسة مياه البقاع من خلال بعض التصليحات للأعطال البسيطة»، وأشار إلى أن «أعطالاً ونواقص كثيرة موجودة في تنفيذ شبكة المياه الجديدة، فضلاً عن كونها لم تصل إلى سائر المنازل في البلدة، ما يفرض على البلدية عبء متابعة إصلاح الشبكة القديمة التي باتت مهترئة بالكامل وتتطلب إصلاحاً دورياً»، وأشار إلى أن تقارير رفعت إلى مؤسسة مياه البقاع من أجل الشبكة القديمة ريثما تنتهي أعمال الصيانة للشبكة الجديدة، فكان الرد «الوزارة ماعم تعطينا أموال لإنجاز التصليحات». ولفت إلى مطالبات عديدة رفعت بتقارير إلى المؤسسة لكن الجواب كان يأتي دائماً «لا إمكانات».
بدوره رئيس بلدية شمسطار فاضل الحاج حسن أكد لـ«الأخبار» أن البلدية غير مسؤولة إطلاقاً عن الأعطال الواردة في الشبكة الجديدة، لأن ذلك لا يدخل ضمن صلاحياتها واختصاصها وفقاً للقانون الرقم 118/77، واعتبر أن المساعدة التي تقدمها البلدية عبارة عن مساهمة ومساعدة من أجل مواطنيها، فهي من جهتها كلفت أربعة موظفين لمساعدة الموظف التقني الوحيد في غرب بعلبك، والتابع لمؤسسة مياه البقاع، فضلاً عن بعض الأدوات اللازمة للتصليح، موضحاً أنه «حتى أجر الحفر على عاتق البلدية».


الاعتراف بالخطأ فضيلة

مصدر رسمي مسؤول في مؤسسة مياه البقاع اعترف بأن هناك أخطاءً كثيرة في تنفيذ مشروع مد شبكة المياه الجديدة في بعض قرى غرب بعلبك، «والمسؤولية تقع على المتعهد»، موضحاً «أن المؤسسة لم تستلم المشروع بل وزارة الطاقة ومجلس الإنماء والإعمار وعلى مراحل وبعد إجراء تجربة على خطوط الضخ وإنجاز التصليحات اللازمة»، بدورها مؤسسة مياه البقاع أعدت ملفاً عن الأعطال وعن تغطية الشبكة الجديدة لأحياء البلدات، ورفعته المؤسسة لمجلس الإنماء والإعمار لمعالجة جميع المشاكل المتراكمة في المنطقة. ورأى أن الأعطال ناجمة عن خلل في التنفيذ ونواقص كبيرة في المشروع، وأنهم أوعزوا إلى شركة البريدي لتصليح أعطال الشبكة الجديدة دون القديمة، وقد بدأت فعلياً في بعض البلدات، شاكراً مساعدة البلديات.