زينب زعيتر اعتبر الكاتب البريطاني جون غريس أنّ كتابة مقاطع ومشاهد ألعاب الكمبيوتر التي تعتمد على الحركة، مثل Tomb Raider, Call of Duty, F.E.A.R، وهي أسماء لأهم ألعاب الكمبيوتر، لا تحتاج إلى الشهادات الجامعية. في تحقيق نشرته أخيراً صحيفة «غارديان» أكّد غريس أنّ «هدف اللاعب هو الربح واجتياز المراحل، ولا أحد يهتم بكتابات الألعاب التافهة لأنّها أقرب إلى الكتابة الأدبية بما تتضمنه من حبكة وتصاعد أحداث وخاتمة»، وأضاف: «اللعبة بحّد ذاتها متعة، ولا تكون كذلك إذا اتبعت قواعد ونصوصاً أدبية. حيث يسعى كاتب هذه الألعاب إلى إيجاد السيناريو والنهاية المناسبة حداً أقصى في عمله، ولكن اللاعبين لا يهتمون بأن تكون خطوط اللعب مستقيمة وثابتة بقدر ما يريدون الاستمتاع بوقتهم». وتساءل عن الأسباب التي تجعل من ألعاب الكمبيوتر في الدرجة الأولى بين الألعاب الأخرى. وتوجه إلى كاتبي نصوص الألعاب بنصيحة «إذا كنت تكتب لألعاب الكمبيوتر، فأعلم أنّك تكتب ولا أحد يقرأ. لأنّه ليس من السهل أبداً الكتابة لألعاب الكمبيوتر، وتلبية رغبة اللاعب في الحصول على ما يريد من هذه الكتابة».
جامعة «إدنبرغ نابير» البريطانية، أخذت بعين الاعتبار وجهة نظر غريس بالنسبة إلى عدم أهمية الكتابة لمقاطع أو مشاهد ألعاب الكمبيوتر. واختارت لطلابها في قسم إدارة الماجستير أن يعملوا على كتابة قصص الخيال العلمي، واستبعدت بذلك الكتابة لألعاب الكمبيوتر نظراً لصعوبة الوصول إلى كتابة جيدة في هذا المجال.
كوين باركر كاتب بريطاني آخر، كان له وجهة نظر مختلفة عن زميله غريس في ما يختص بالكتابة لألعاب الكمبيوتر. ولا يقلّل باركر من أهمية هذا النوع من الكتابة معتقداً «أنّه لو كان تشارلز ديكينز الكاتب الروائي البريطاني حياً لعمل في التلفزيون، وكان لا بدّ له أن يعمل في مجال كتابة مقاطع ألعاب المغامرات على الكمبيوتر. والحقيقة أنّ نوعية الألعاب اختلفت عما كانت عليه سابقاً، حيث أصبحت أكثر تعقيداً مقارنةً بالألعاب التي كانت تعتمد فقط في أغلبها على القفز على الفطر، جمع الذهب، وإصدار شعلات نارية، كما في Mario game. وكانت الكتابة لهذه اللعبة تعتمد على عبارة «شكراً ماريو، لكن أميرتنا لا تزال في قصر آخر»، حيث تجد هذه الجملة بعد اجتياز كل مرحلة من هذه اللعبة.
بحسب باركر فإنّ معظم الناس يحبون ألعاب الكمبيوتر، ويريدون أن تكون لها قصص أقرب إلى الواقع، ويستبعدون الألعاب التي تعتمد على إدخال عنصر الخرافة كاستخدام الجن والعرافات في العديد منها، وهذه الألعاب تكون أقرب إلى محبي قصص الخيال العلمي.
المفهوم الجديد لألعاب الكمبيوتر لا يلغي حقيقةً مفادها، أنّ الكتابة الأدبية قد تتقاطع مع الكتابة للألعاب في بعض الأحيان عند حالة الخيال التفاعلي Interactive fiction. حيث يكون هذا الوضع المكان الوحيد الذي يمكن للكتابة الأدبية فيه أن تتداخل مع هذه الألعاب بشكل سوي ومتوازن. وقد أدرك الكاتب دوغلاس أداماس جيداً هذا الكلام حيث أصدر عام 1984 كتاباً بعنوان «the interactive fiction game».
عندما كان للكمبيوتر دور وظيفي فقط، ساد اعتقاد أنّه كانت ألعاب الكمبيوتر أقرب إلى قواعد الفيزياء والبيولوجيا. واليوم بعدما أصبح للكمبيوتر وظائف عديدة، منها التسلية، أصبح اهتمام الناس بالألعاب مختلفاً، فهم يريدون فقط الراحة والتسلية لا التعقيد والمبالغة.