سارة أسعد
من «ترننغ بوينت» 2009 سلسلة جديدة للأطفال بعنوان «ميمي والكرة الأرضية السحرية»، وهي مؤلفة من ثلاثة كتب من الحجم الصغير: «ميمي في جزر الفيليبين»، «ميمي في سريلانكا»، و«ميمي في إثيوبيا». الكتب من تأليف ليلى زاهد والرسوم لمايا طويل. وقد أُنجز العمل بتمويل من الوكالة الكندية للتنمية الدولية، ودعم من منظمة العمل الدولية. وقد دُعمت هذه السلسة أيضاً من وزارة الثقافة في إطار مشروع التعاضد الأوّلي ـــــ المطالعة العامة والنشر للأطفال. ميمي فتاة شقيّة، تملك في غرفتها كرة أرضية سحرية. عندما تنام، تنقلها كرتها السحرية عبر المحيطات والبلدان نحو مناطق جديدة، لتتعرف إليها وإلى ملامحها مع القارئ الصغير.
تنتقل «ميمي» بالحلم من سريرها نحو بلد جديد حيث يستقبلها صديق يقودها في رحلتها المشوّقة. تتعرّف الفتاة إلى حضارة البلد الذي تزوره من خلال معالمه الطبيعية، شخصية شعبه، تقاليده من طعام وألبسة، طبيعته أي الحيوانات التي تعيش فيه، والنباتات التي يشتهر بها. ولا تكتفي ميمي بذلك بل تتعلّم أيضاً عن تاريخ هذا البلد الغريب من خلال زيارة متحف أو معبد قديم يحوي الآثار الشهيرة مثل تمثال بوذا. ينتهي كل كتاب بجدول على صفحة أخيرة، يلخّص المعلومات الديموغرافية الأساسية للبلد، مثل المساحة، عدد السكان والعاصمة، ويسمح هذا الجدول للقارئ الصغير والكبير على حدّ سواء بالعودة إلى مراجعة سريعة للمعلومات دون الدخول في السرد. تروى القصة بخط متوسّط محرَّك، ملائم للصغار، كذلك يحوي الكتاب أقساماً مطبوعة بخط اليد، لمزيد من الحميمية بين الكتاب والقارئ الصغير. لغة الحكاية سهلة، تناقش مواضيع جغرافية وتاريخية بأسلوب يحاكي عقل الطفل، ويثير حشريته لمزيد من البحث عمّا يعجبه من حيوانات أو نباتات. أمّا الرّسوم، فهي في غاية البساطة، تخلو من التقنيات المعقّدة، التفاصيل العلمية، والفذلكة الفنية، وتبالغ في التبسيط لحدّ التشبّه برسوم الأطفال أنفسهم. أمّا الجديد، فهو مزج الصور الفوتوغرافية مع الرسوم في الكتاب، إذ يُستعان أيضاً بصور حقيقية من البلدان المذكورة، تُظهر التفاصيل التي لا تظهرها الرسوم مثل بعض المعالم الطبيعية، الحيوانات وغيرها من المظاهر الحضارية. وقد أضفت الصور واقعية على الكتب ولمسة علميّة في خضمّ الحكاية، معطية سنداً حقيقياً للقارئ الصغير في بحثه عن المعلومات التي ترضي حشريته العلمية. تضاف سلسة «ميمي والكرة الأرضية السحرية» إلى مكتبة الأطفال، مقدّمةً مرجعاً ممتعاً ومشوّقاً للصغار، محبّي الجغرافيا والتاريخ الذين لا يجدون مبتغاهم في المراجع العلمية الجافة والخالية من التسلية والرواية.
تُذكر أيضاً مشاركة سفارات البلدان المعنية في هذه السلسلة من خلال توفير المعلومات والصّور.