بسام القنطارلم يغيّر إعلان منظمة الصحة العالمية، أمس، ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة بفيروس أنفلونزا الخنازير من مستوى الإجراءات التي تتخذها السلطات اللبنانية. وكررت منظمة الصحة، أمس، نصيحتها بعدم تقييد السفر وإقفال الحدود بين الدول، لكنها دعت المرضى إلى تأجيل أسفارهم وتنقلاتهم الدولية.
وقد أدى عدم ظهور أي إصابة في لبنان إلى تخفيف مستوى اهتمام الرأي العام اللبناني بتطورات هذا المرض، الذي انتشر حتى الآن في 33 دولة، مسبّباً إصابة نحو 5251 شخصاً، توفي منهم 61 شخصاً. وزير الصحة محمد جواد خليفة أكد في اتصال مع «الأخبار» خلوّ لبنان من المرض». أضاف: «قبل أسبوع تنبّه الطاقم الصحي في المطار إلى أن أحد المضيفين يعاني من إعياء شديد، فاتخذت على الفور إجراءات عاجلة، إذ أنزل من الطائرة وخضع لفحوص طبية ومخبرية، فتبيّن أنه غير مصاب بفيروس أنفلونزا الخنازير».
وأشار خليفة إلى أن الوزارة «لا تزال تحافظ على مستوى الإجراءات التي نصحت بها المنظمة، ولذلك لم تفرض أي قيود على السفر، لكنها رفعت من درجة الجهوزية الوقائية والعلاجية للتصدي لهذا الفيروس الوبائي». وأضاف: «طلبنا من جميع الأطباء التشدّد لدى الكشف على المرضى، والطلب منهم القيام بفحوص مخبرية للتأكد من خلوّهم من الفيروس، وأن لا يُكتفى بإعطاء الوصفة الطبية التقليدية التي تعطى عادة للمرضى المصابين بالأنفلونزا العادية». وأعلن خليفة تسلّم وزارة الصحة للرقاقة الإلكترونية التي تسمح بالكشف الدقيق للفيروس. وكان مدير الوقاية الصحية في الوزارة د. أسعد خوري قد أعلن سابقاً أن الوزارة أعدّت مئة اختصاصي في مستشفى رفيق الحريري الحكومي في حال تعرّض لبنان للوباء.
بدوره، أكد رئيس اللجنة العلمية لنقابة أطباء لبنان د. برنار جرباقة أن الطواقم الطبية في لبنان تقوم بعمليات ترصّد عال ومشدد للمرض، منوّهاً بقدرة هذه الطواقم على الاكتشاف المبكر ومعالجة الحالات وحصرها. وشدد جرباقة على ضرورة أن يكون هناك تلقيح دوري ضد الأنفلونزا الموسمية للعاملين الصحيين كافة، وفي مزارع الخنازير، ولكل الأطفال في الحضانات والمدارس، وخصوصاً أن الأنفلونزا ستشهد طفرة في الخريف المقبل.
وكشف مدير الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة نبيه غوش أن الفرق المختصة لا تزال تكشف على مزارع الخنازير في لبنان، وأنها ستقدم تقريراً مفصّلاً نهاية الشهر الحالي. وأكد غوش أنه لا يزال «من السابق جداً لأوانه» إعطاء تقدير دقيق للكلفة الاقتصادية التي لحقت بأصحاب مزارع الخنازير جرّاء إحجام اللبنانيين عن تناول لحومها. وأردف: «بدون شك لقد تأثّر هذا القطاع، والأمر سينعكس مباشرة على مداخيل أصحاب المزارع».