حسام كنفانييظن الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس أنه بتحديد موعد المؤتمر السادس لحركة «فتح»، بهذا الشكل، يكون قد كسب نقطة في مسعاه لتحويل الحركة إلى «حزب الرئيس». فإعلان الاجتماع في الداخل الفلسطيني يسمح لأبو مازن بإقصاء الكوادر التاريخية، التي بقيت رافضة الدخول إلى الضفة الغربية وقطاع غزّة، بعد اتفاقات أوسلو الشهيرة.
مسعى عبّاس مرّ في «مسرحيّات» متتالية خلال الجولات الماراتونية للإعداد للمؤتمر السادس، آخرها الطلب من مصر والأردن استضافة المؤتمر، إرضاءً لقيادات الخارج التي لا تزال ترفض الدخول بإذن إسرائيلي إلى الضفة الغربية. رفض القاهرة وعمّان كان متوقّعاً، إن لم نقل منسّقاً مع الرئاسة الفلسطينيّة التي تعدّ منذ البداية لعقد المؤتمر في الداخل و«التخلّص» من الأصوات التي بقيَت «تشوّش» على الخط التفاوضي الذي تمثّله السلطة، وإن كان صوتها خافتاً في عهد الزعيم الراحل ياسر عرفات.
عبّاس قادر على المضي في خطته، وهو بإعلانه موعداً لمؤتمر «فتح» في الأول من تموز، رغم معارضة بعض القطاعات «الفتحاوية»، إنما يقود الحركة إلى مزيد من التشرذم الذي تعانيه أساساً، لجهة غياب القرار المركزي وضعف التنسيق بين القيادات، إضافة إلى الحرب التي تشنّها سلطة رام الله على الجناح العسكري لحركة التحرر الوطني.
ومشكلة عبّاس في «فتح» ليست مع الخارج فقط، فهو يجهد لإقصاء بعض الأصوات في الداخل، التي تطالب بحصّة في السلطة، وترفض إلى الآن الإقرار برئاسة سلام فيّاض لحكومة تسيير الأعمال. أصوات تضمّ أيضاً قيادييّن بارزين في الحركة لم يستطع أبو مازن استرضاءهم وضمّهم إلى «جناحه».
من الواضح أن «التمرّد» في «فتح» داخلي وخارجي. وكانت الحركة بحاجة ماسّة إلى المؤتمر السادس لتنظيم صفوفها وإعادة بعض من تاريخها. غير أن الحاصل اليوم يوحي أن الحركة تتّجه إلى انشقاقات جديدة، على غرار تلك التي أنتجت «فتح ـــــ الانتفاضة» في ثمانينيات القرن الماضي.
انشقاقات تكمل المشهد السوريالي الفلسطيني؛ انفصال جغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة على خلفيّة خلاف «فتح» و«حماس»، يتبعه انقسام، مرتقب، في «فتح» نفسها، كحركة حاكمة. لم يعد ينقص إلا انقلابات في مدن الضفة على سلطة رام الله.