زحلة ــ نقولا أبورجيلي«تعتير متل هالمرشحين»، تقول أمّونة الساحلي، صاحبة مطعم لبيع السندويش والمناقيش، في وصف حال الطريق التي يقع مطعمها بالقرب منها، على مفرق تربل. تقول الساحلي هذا الكلام، وهي تناول أحد الزبائن منقوشة زعتر. ثم تنصح الرجل: «سوق على مهلك، وانتبه من الجور». تضيف الساحلي، إن سوء حال الطريق يعرفه القاصي والداني، بمن فيهم المرشحون للانتخابات النيابية «الذين تمرّ مواكب سياراتهم الفخمة يومياً من هنا»، فوق حفر ترصف مسافة 10 كيلومترات، من مفرق دير زنون جنوباً، حتى بلدة رياق شمالاً. لم تعف الساحلي أياً من المسؤولين، طارحة بعض التساؤلات. تقول: «إذا قبل الانتخابات ما صلّحوا الطريق، أيمتا بدهن يتحنّنوا ويصلّحوها». تسأل ولا تنتظر الجواب. أما شفيق المعدراني، وهو صاحب محل حدادة، فيقول إن السائقين يتجنبون هذه الطريق فيقطعون مسافة كبيرة للوصول إلى طريق بعلبك الدولية، من خلال سلوك طرقات برالياس ـــــ شتورا ـــــ زحلة، ما أثّر سلباً على اقتصاد المحال التجارية والصناعية المنتشرة في المنطقة التي تعاني أصلاً من حالة ركود كبيرة. ولفت المعدراني إلى أن إحدى الحفر كادت تودي بحياة زوجته الحامل منذ شهرين، بعدما سببت بانحراف سيارتها وسقوطها في الخندق المحاذي للطريق، لكنه وإن حمد الله على اقتصار الأضرار على الماديات، فقد تكبد 500 دولار بدل تصليح السيارة. ويتابع ممازحاً: «يمكن الحامل أن تلد بسهولة بعد عبورها بالسيارة فوق الحفر». وتحدث المعدراني عن ازدياد حوادث السير، وآخرها سقوط 8 جرحى داخل حافلة نقل سورية حاول سائقها تجنّب إحدى الحفر، فانحرفت عن الطريق بعدما اجتاحت 3 أعمدة للكهرباء، وأردف بالقول «على سيرة الكهربا، وعدونا بتركيب لمبات إنارة، وعالوعد يا كمّون».
بدوره، أكد رئيس بلدية تربل، جورج الحوراني، أنه ورؤساء البلديات المجاورة كانوا قد تقدموا بعدة طلبات إلى وزارة الأشغال العامة، لتأهيل هذه الطريق الحيوية التي تربط طريق شتورا ـــــ المصنع الدولية بأوتوستراد بعلبك، إلا أن جميع هذه الطلبات ذهبت أدراج الرياح، بما فيها الوعود بترقيع الحفر. ولفت إلى أن أهالي المنطقة يهددون بقطع الطريق في حال عدم تزفيتها وإقامة جدران دعم لجوانبها وإنارة مسلكها.