عبد الفتاح خطابأضحى معظم النواب اللبنانيين أسرى طوائفهم ومذاهبهم ومناطقهم وعشائرهم وعائلاتهم وانتماءاتهم، وتحولوا من دورهم المفترض في التشريع والمراقبة إلى دور معقّبي المعاملات الحكومية والخاصة ومختاري الأحياء، ولكن بلوحة زرقاء. ورافق ذلك كله انحدار مخيف في مستوى الكفاءة والتأهيل، وهبوط معيب في مستوى الخطاب السياسي لغوياً وخُلُقياً، وعرفاً وتقليداً.
هكذا أضاع المجلس النيابي اللبناني بوصلة التشريع ولم نعد نجد فيه، على سبيل المثال لا الحصر، أمثال أوغست باخوس وحسن الرفاعي والراحلين بهيج تقي الدين ونصري المعلوف وألبير مخيبر وإدوار حنين ولويس أبو شرف، وسيغيب عنه، للأسف، الرئيس حسين الحسيني ونسيب لحود وبهيج طبارة وبيار دكاش، آملين عودة مخايل الضاهر وروبير غانم وبطرس حرب ونقولا فتوش وإدمون
رزق...
إن برلماناً من دون مشرّعين ودستوريين وميثاقيين بارزين يتحوّل تدريجياً من «ندوة» نيابية إلى «منتدى» نيابي لمجرد الدردشة والتلاقي بين الحين والآخر لتبادل التهم بين النواب المتساجلين، أو لتبويس اللحى في فترات الهدنة.
نأمل أن يحافظ المقترعون على كل نائب أو مرشح واعد وكفؤ (بتصويتهم الكثيف في 7 حزيران المقبل)، عسى أن يكون مجلس 2009 «حاضنة» لبرلمانات مستقبلية تضج بالحياة النيابية وتنضح بالديموقراطية.