أبناء «النكبة» يُحيون ذكراهاكانوا واحداً وستّين. على عدد سنوات نكبتهم. أطفال شتاتٍ، لا يعرفون عن الوطن الذي ينتمون إليه سوى اسم وخريطة وعلم حملوه أمس من أمام مركز مؤسسة شاهد لحقوق الإنسان، وحطّوا الرحال أمام بيت الأمم المتّحدة ـــــ «الإسكوا». لم يكونوا وحدهم أمام البيت. كان، إلى جانبهم، المئات من الأطفال والشباب الذين حضروا من جميع المخيّمات. وعلم يحمل «أمانة» هي عبارة عن 5 آلاف توقيع من فلسطينيين لم يستطيعوا المجيء.
كان العلم كلّ شيءٍ في النشاط الذي قامت به «شاهد» في ذكرى النكبة، فهو كلّ فلسطين لهؤلاء الأطفال، وعلاوة على ذلك، هو حامل الرسالة التي أراد الأطفال إيصالها إلى الأمم المتّحدة. رسالة، أرادها الأطفال مختصرة، تحمل قسَماً وحيداً، أنّهم لن يتنازلوا عن مدنهم وقراهم «مهما طال الزمن».
ساعة قضوها أمام البيت، استرجعوا خلالها النكبة بقصيدة للشاعر الطفل عمر زعيتر، وبكلمة للمدير التنفيذي لشاهد محمود الحنفي. وقد أكّد الحنفي في كلمته 5 نقاط. في النقطة الأولى، انتقد الحنفي الأمم المتّحدة تقاعسها عن إرغام إسرائيل على تنفيذ القرارات الدوليّة التي تحفظ حقّ الشعب الفلسطيني. أما النقطة الثانية، فقد شدّد فيها على «أننا نحن الفلسطينيين متمسّكون بوكالة الأونروا سياسياً وخدماتياً، وندعوها إلى التفتيش عن مصادر تمويل كي تستطيع القيام بخدماتها». من جهةٍ ثالثة، دعا الحنفي إلى «تفعيل منظّمة التحرير لتأخذ دورها في مواجهة التحديات التي تعترض حقوق الفلسطينيين». المناشدة الرابعة هي «للدولة اللبنانية التي ندعوها إلى الاعتراف بحقوقنا، ونتمنى من الكتل النيابية التي ستصل إلى البرلمان أن تأخذ حقوقنا في الاعتبار». وأخيراً، توجه الحنفي إلى فلسطينيي الشتات يناشدهم «التحمل والصبر». كذلك تخلل النشاط، كلمة لرئيس الرابطة الإسلامية لطلاب فلسطين حامد درويش شدد فيها على حق العودة. انتهى النشاط. حمل الطلاب علمهم، وتوجّهوا إلى حيث يكونون أقرب إلى فلسطين، إلى بوابة فاطمة، حيث سيقومون برفع العلم في وجه من احتلوا أرضهم.
وفي إطار إحياء الذكرى الـ61 لنكبة فلسطين، حاضر أستاذ قسم العلوم الاجتماعية في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور ساري حنفي عن حق العودة والحقوق المدنية للفلسطينيين في لبنان، في نادي القدس في البداوي، بدعوة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وفي مخيم برج البراجنة، نظم اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني يوماً فلسطينياً مفتوحاً تضمن معرض صور عن القرى والمدن الفلسطينية التي دُمرت عام 1948 وصور المخيمات الفلسطينية. وقد استمع المشاركون في اليوم المفتوح إلى مجموعة من الشهادات رواها كبار السن من أبناء المخيم الذين عايشوا مرحلة النكبة واللجوء. وعُرض فيلم بعنوان «رحلة العذاب وحلم العودة» الذي يروي حكاية النكبة واللجوء والمجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق الفلسطينيين.
(الأخبار)