«تكاد تجربة الرئيس فؤاد شهاب تكون استثناءً، إذ ظلت السوابق المهمة التي أرساها مصدراً ملهماً لكثير من الدروس التي يتعيّن على العهود اللاحقة من أمس قريب وغد، اكتسابها». الكلام للزميل نقولا ناصيف، وقد جاء في إطار مشاركته في الندوة التي نظّمتها الجامعة الأميركيّة للتكنولوجيا (AUT) في الذكرى 36 لغياب الرئيس شهاب، تحت عنوان «فؤاد شهاب باني دولة الاستقلال».عدّد ناصيف السوابق التي أرساها شهاب، ومنها أنّه كان أول رئيس جمهورية رسم لنفسه حدود المهمة، كما أنه كان أول من اعتبر الأزمة الاجتماعية أحد عوامل الصراع السياسي، إذ تيقّن من تأثر الاستقرار الداخلي بالأحداث الإقليمية، وجعل قانون الانتخاب وسيلة لا غاية. وهو الرئيس الذي لم يتشبث بمنصبه.
الندوة التي أدارها الصحافي ميشال معيكي تحدّث فيها أيضاً الدكتور بطرس لبكي عن «فؤاد شهاب رجل التنمية والإصلاح»، الذي كان يعتبر أنّه إذا وصلت لكل اللبنانيين حقوقهم من الدولة فولاؤهم لها وللوطن مضمون. «فؤاد شهاب ومشروع بناء الدولة» تحدّث عنه الدكتور نواف كبارة متطرقاً إلى محاولة شهاب تصفية رواسب حرب 1958، ووضعه أسس دولة مؤسسات، ثم إطلاقه مشروعاً اقتصادياً إنمائياً تغييرياً، وأخيراً بناء الوطن بنقله من الحالة الطائفية إلى المواطنة. الندوة التي تبعها توقيع الزميل نقولا ناصيف كتابه «جمهورية فؤاد شهاب» تأتي ضمن سلسلة ندوات تنظّمها AUT عن تاريخ لبنان «للإضاءة على إنجازات رجالاته الذين طبعوا هذا التاريخ بمآثرهم وخياراتهم»، كما يقول مسؤول العلاقات الخارجية في الجامعة مارسيل حنين.
(الأخبار)