أسست مجموعتان شبابيتان أنتمي لإحداهما نشرة «رحلة» التي تعنى بقضايا تهم الشباب، إلى جانب تطرقها إلى المسائل المتداولة على الساحة المحلية
هاني نعيم
وانطلقت «رحلة». ذلك الحلم الذي راود شباب مجموعة «بالعكس» الشماليّة (راجع «الأخبار» في11 آذار 2009)، وشباب موقع «أحلى شي» الإلكتروني (راجع «الأخبار» في 14 آب 2008) منذ أشهر طويلة.
للمجموعتين تجربتهما الكتابية، ومشاريعهما القائمة، أما «رحلة»، فقد أتت نتيجة «العمل المشترك لخلق جو ثقافي جديد خارج الأطر النمطية المنتشرة بين الشباب»، كما يصفها أحد مؤسسي موقع «أحلى شي» حرمون حمية. فمجموعة «بالعكس» تخوض تجربتها بمجلة تحمل اسم المجموعة، وشباب الموقع لهم تجربتهم الخاصة التي انطلقت قبل سنتين ونصف.
هكذا إذاً، تأتي «رحلة» في سياق تراكم تجارب متعددة، وخلفيات متنوعة، لتقدم الأفكار مختلفةً عن التجارب الشبابيّة السابقة، بعيداً عن التصنيفات التقليدية. «هي مشروع جديد يرفض التصنيف وله هويته الثقافية الخاصة»، كما يقدم له بول مخلوف، أحد مؤسسي «بالعكس».
خلال الإعداد للنشرة، واجهنا مشاكل عديدة، أبرزها إقامة كل مجموعة منا في منطقة لبنانية مختلفة، ما أدى إلى صعوبة تنظيم اجتماعاتنا دورياً، واضطرنا إلى اللجوء إلى الإنترنت واستخدامه دائماً، للتنسيق في ما بيننا. بالإضافة إلى عدم توافر العامل المادي طبعاً، الذي عاد وتأمّن بدعم من مقهى «ة مربوطة» وبإسهامات مالية من الشباب أنفسهم. في الأول من أيار، وزعت النشرة في بيروت، زغرتا والبقاع. وتمحور العدد صفر حول العمال والعمل. هكذا، صدر العدد صفر من «الرحلة»، تتصدر غلافه صورة فوتوغرافيّة شهيرة لأحد عشر عاملاً يتناولون غذاءهم المتواضع معلقين بين الأرض والسماء، في ورشة بناء ناطحة سحاب في مجمع «روكفيلار»، بينما تظهر تحتهم مدينة نيويورك، صوّرها شارل ايبيتز في 1932. أما داخل العدد فيستطيع القارئ الاطلاع على مقابلة متخيلة مع كارل ماركس يخاطب فيها الطبقة العاملة اللبنانية. إلى جانب تحقيق عن وضع العاملات الأجنبيات في المنازل في لبنان. كذلك، احتوت «الرحلة» على محور يضم نصوصاً حرة عن موضوع العمل والعمال. بينما أفردنا مساحة الصفحة الأخيرة لـ«النشوة الذهنية» التي تحوي قصائد.
اعتمدنا، في هذه التجربة، الأسلوب الحديث في الصحافة، وهذا ما يبرز في التصميم والشكل الذي اتخذته النشرة. وبالنسبة لطريقة طرح الأفكار، فقد غلّبنا فيها الأسلوب النقدي والساخر، ما يمثّل طرحاً شبابياً ثقافياً جديداً من نوعه، وهوية جديدة في الأسلوب. بينما عاهدنا أنفسنا بأن نحاول قدر المستطاع أن يتمحور كلّ عدد حول موضوع محدد، مع محاولة «الاستفادة من النقد الذي يأتينا من كلّ حدب وصوب»، بناءً على وصية الزميل ميلاد الدويهي. فبعد إصدار خمسة أعداد في المرحلة الأولى، سيكون للتجربة وقفة مع تقييم جدي وصارم، تجري على أساسه المتابعة وتوسيع المشروع أو تجميد التجربة. وبينما سيصدر العدد الثاني بعد أسبوعين من الآن، يفرض سؤال بديهي نفسه: هل سنستطيع الاستمرار حتى الوصول لإصدار العدد الخامس، وبالتالي، تثبيت التجربة؟ وخصوصاً أن العشرات من التجارب المماثلة قد فشلت من قبل؟ سؤال تجيب عنه الأشهر المقبلة.
للحصول على النسخة الإلكترونية: http://www.rehla.a7lashi.com/
للتواصل مع فريق النشرة:
[email protected]