يمكن معرفة العيّل الأخلاقي بسهولة، وعبر عدد من الملاحظات الأساسية السهلة، التي تحتاج إلى كثير من الحرص، بحيث لا تخلط بين «العيل» و«المستعيل»، أو بين «الأخلاقي» وشخص يربطه بالأخلاق «خلقه الضيق».العيل الأخلاقي يجلس في وسط البلد، على البورصة غالباً (مقهى).
(...)
والأخلاقي لا يشرب، لا يرقص، لا يرتدي سلسلة ذهبية في عنقه لا يلبس البوكسر ولا يرتدي حذاءاً أحمر ولا شراباً قصيراً ولا جينزاً ساقطاً. كما أنه يرتدي «نضارة»، ويضع جيلاً على شعره، ويسرّحه كل يوم، ويقصه كل شهر ويحلق ذقنه كل أسبوع...
(...)
لم يحدث أن سئل أخلاقي عن حاله فقال: «بحاول أكون كويس»، أو «بعافر مع الدنيا»، أو «أقرأ لميلان كونديرا وأشعر بخفة كائني الذي أوشك أن يطير»... تلك الإجابات لا تناسب شاباً أخلاقياً أصيلاً... يجيب بواحدة من إجابتين: «كويس» أو «زعلان شوية»...
يستخدم الفايس بوك معظم الوقت، ويغير في حالته كل يوم، مستخدماً أجزاءً من أبيات شعرية معروفة، أو كوبليه في أغنية شعبية، أو «إفّيه» من فيلم كوميدي... لم يغير الأخلاقي اسمه على فايس بوك للعربي، يفضّله إنكليزياً، ويضع صوراً لنفسه مع أصدقائه وعائلته، لكنه يحذف صورة له التقطتها أخته له، وهو يحتضن دبوب...
(...)
الأخلاقيون ـــــ بشكل عام ـــــ يتناقصون... وعن نفسي، كنت لفترة طويلة أخلاقياً، أو أوشك أن أكون.
وهذه السطور التي أهديها إلى صديقة اسمها ليلى... وصديق آخر اسمه فهمي، وإلى صنّاع فيلم اسمه «أنا ومارلي»... رسالة، إلى كل الأخلاقيين... بأنّي... لم أعد منهم.
مدونة البراء أشرف
www.wanamali.blogspot.com