في 23 حزيران الماضي، قطعت الدول الأوروبيّة المانحة وعداً بدفع 122 مليون دولار أميركي لإعادة إعمار مخيّم نهر البارد/ في المؤتمر الدولي الذي عُقد في العاصمة النمساوية فيينا، لهذا الهدف. في حينها، آثرت الدول العربيّة الانفصال عن الأوروبيّين، متعهدةً عقد اجتماعٍ خاصّ للصناديق العربية في الرياض، كان من المفترض أن يجري مطلع تموز الماضي، للإعلان عن المبالغ التي ستكتتب بها لأجل البارد، ومنها مبادرة قطر والإمارات والسعوديّة والكويت بالمساهمة بحدود 50% من نفقات إعادة الإعمار، التي خمّنتها الأونروا بـ400 مليون دولار أميركي للبارد وحده.اليوم، بعد وعدين: أوروبي وعربي، لا يملك «البارد» سوى 77 مليون دولار أميركي (52 مليوناً من الأوروبيين و25 مليون من السعوديّة)، تكاد لا تكفيه لإعمار «3 أقسام من أصل 8 حدّدتها الأونروا»، بحسب رئيس لجنة الحوار اللبناني ــــــ الفلسطيني خليل مكاوي.
77 مليوناً هي كل ما يملكه البارد. وقد لا يملك غيرها، إن لم تكثّف الدول العربية مساهماتها، لأن الدول الأوروبية لن تستكمل معروفها ولن تزيد تبرّعاتها. والسبب؟ يجيب مكاوي بأنه «عندما نطلب من بعض الدول الغربية التبرع أو زيادة تبرعاتها، تواجهنا بالسؤال عما دفعته الدول العربية». وأمام هذا الواقع، لا مجال للقول سوى «إننا سنكون أمام أزمة إعمار مستقبليّة، إن لم تسرع الدول المانحة بالإيفاء بتعهداتها». أكثر من ذلك، يخاف مكاوي من الوصول إلى مرحلة تكون فيها الموازنة «لا شيء».
لكن، بعيداً من هذا الخوف «المستقبلي»، وبالعودة إلى قيمة السبعة والسبعين مليوناً، فقد خصّصت الأونروا 42 مليوناً منها للمباشرة بإعمار القسمين الأول والثاني من الجزء القديم من المخيّم، على أن تُستخدم القيمة المتبقية لإعمار القسم الثالث ريثما تنتهي أعمال رفع الأنقاض من هذا الجزء.
أما في ما يخصّ الموازنة الكاملة، فقد خمّنتها الأونروا بـ455 مليون دولار أميركي مقسّمة ما بين 400 مليون للبارد و43 مليوناً للبدّاوي وتنمية المناطق اللبنانية المجاورة المسمّاة بمحيط البارد، و12 مليوناً للاستملاك، تأمّن منها 8 ملايين (7 ملايين ونصف مليون من سلطنة عمان ونصف مليون من الصين).
راجانا...