طرابلس ــ عبد الكافي الصمدهذا الانطباع تشاركها فيه حنان عوض التي تعطي احتمالاً ضعيفاً لعودتها إلى المخيم، «يمكن نرجع، بس الأمل ضعيف»، تقول وهي تهزّ رأسها، لافتة إلى أن منزلها الكائن في الجزء القديم من المخيم قد تم جرفه، وتسأل: «أين أصبح شعار: العودة مؤكدة والإعمار حتمي؟ ولماذا لم نلمس أيّ شيء جدّي بعد على الأرض؟».
ترفع خالدية سعد درجة تشاؤمها من العودة إلى المخيم، وتتوجه إلى أحد مسؤولي الفصائل بعد انتهاء الاعتصام قائلة: «عليكم أن تغيّروا اسم المخيم من مخيم البارد إلى مخيم غوانتنامو!». وتضيف: «دخولنا إلى البارد بات أصعب من الدخول إلى غزة، فهل الذين يقيمون داخل المخيم ليسوا عرباً ولا مسلمين حتى يتناساهم الجميع بهذا الشكل؟».
وإذ تبدي سعد يأسها الكامل من العودة إلى المخيم بقولها «عيش يا كديش حتى نرجع»، فإنها تسأل: «هل يستطيع الذين رمونا في «البراكسات» أن يقيموا فيها ليوم واحد، وهل نحن لسنا بشراً كي نعامل هكذا؟».
في أثناء ذلك، فإن اللافتات التي رفعها أطفال وفتية في الاعتصام كانت معبّرة، إذ كتب على إحداها: «طال النزوح، استمرت المعاناة، تأخرت العودة، متى الإعمار؟»، بينما كان مسؤولو الفصائل واللجان الشعبية الذين وقفوا أمام مدخل مكتب الأونروا يرفعون الأعلام الفلسطينية، حيث ألقى مسؤول الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في مخيم البداوي عاطف خليل كلمة، طالب فيها الحكومة اللبنانية والجيش «بالسماح لأبناء مخيم نهر البارد بحرية الحركة والدخول إليه والخروج منه، والتواصل الاجتماعي مع محيطه اللبناني».