«الشباب في المتحف». تحت هذا الشعار نظمت لجنة المتحف في المؤسسة الوطنية للتراث بالتعاون مع «مؤسسة بلادي تاريخ وطبيعة» زيارة لما يزيد على مئتي تلميذ من ثماني مدارس خاصة في بيروت إلى المتحف الوطني ضمن فعاليات «بيروت عاصمة عالمية للكتاب 2009». تراوحت أعمار التلامذة الذين شاركوا في محاور النشاط المختلفة. بين الثامنة والثانية عشرة، وقد جاؤوا من مدارس عديدة: المهدي، المقاصد، عينطورة، الليسيه الفرنسي ـــــ اللبناني، الإنترناشيونال كوليدج، ثلاثة أقمار الأشرفية، المدرسة الإنجيلية ولويس فيغمان.خلال الزيارة، عرض أربعة مؤلفين كتبهم داخل المتحف، ما أتاح للتلامذة فرصة التعرف عليهم والحصول على كتب تتعلق بآثار لبنان وتلك المعروضة في المتحف. والكتب هي: «دليل المتحف لليافعين» لنينا جيدجيان، «تاريخ لبنان المصوّر» لنايلة دو فريج، «كتاب الأبجدية الصغير» لآن ـــــ ماري عفيش، و«لبنان من الألف إلى الياء».
وقد اعتمدت زيارة التلامذة على مبدأ «العلم متعة» وعلى اللعب في شرح التاريخ والفن، إذ نظمت «مؤسسة بلادي تاريخ وطبيعة» على سلّم المتحف محترفات فنية للتلامذة علمتهم تقنيات بعض الحرف لتمنحهم فرصة تنفيذ قطع فنية مستوحاة من تلك المعروضة داخل المتحف، وتتضمّن أشغالاً بالفخار، الفسيفساء وورق الذهب.
كذلك شاهد التلامذة فيلماً وثائقياً خاصاً بمعروضات المتحف موّجهاً إلى الزائرين الصغار تحت عنوان «بعليتو» من إخراج بهيج حجيج.
كذلك عرضت لجنة المتحف الوطني أجمل 20 قطعة نفّذها الأولاد في خزائن العرض عند مدخل المتحف في إطار معرض خاص بالحدث.
رافق التلامذة في جولتهم داخل المتحف أربعة مرشدين مدربين للتعاطي التربوي مع الأطفال، فتمكن هؤلاء من الاطلاع على موضواعت عدّة هي النحت، الاستعمال اللامتناهي للفخار، فنّ الفسيفساء والأسلحة والحلي في التاريخ، بينما تابعوا بعد انتهاء جولتهم داخل المتحف تغيّر شكل القطع المعروضة خلال فترة 15 ألف سنة ففهموا كيف تطورت هذه القطع، كما قالت رئيسة مؤسسة بلادي الزميلة جوان فرشخ بجالي.
وقد أعرب بعض التلامذة بعد الجولة عن فخرهم بأنّهم لبنانيون وأكدّ بعضهم رغبته في العودة إلى المتحف مع أهله ليشرح لهم بنفسه ما تعلمه خلال الزيارة.
كانت تلك هي المرة الأولى التي تخصّص فيها أربع ساعات للتلامذة داخل المتحف الوطني، حدث أكّد وزير الثقافة، تمام سلام، الذي شارك في النشاط، أنه «سيقام سنوياً وهو تقليد لإفساح المجال أمام الناشئة والأجيال الصاعدة ليتعرفوا على تراث وطنهم في متحفهم الوطني»، بينما أبدى حرصه «على إحياء هذه المناسبة ليس لأنّها تُحيا عالمياً بل لأنّ لدينا في لبنان كماً هائلاً من الآثار والمقتنيات التراثية في مختلف الميادين».
من جهتها، طلبت رئيسة المؤسسة الوطنية للتراث منى الياس الهراوي «الاهتمام الأكبر والأكثر لمساعدة وزارة الثقافة وإعطائها إمكانات أكبر لتستطيع القيام بواجباتها الملقاة على عاتقها»، معتبرة أنّه يجب على الدولة دعم كل المؤسسات في مجال التراث.
(الأخبار)