أحمد محسنII
هكذا فجأة، طردنا العسكري عن حافة نملكها. كان مزعجاً ولكنها الضرورة. رحنا نتسلق الحافة كأطفال الأشجار. مشينا في بيروت، كسائحين في شنغهاي، نرى العالم لأول مرة. منعونا من الدخول إلى الحديقة. لقد أوصدوا الأبواب كلها في وجهينا المتعبين، ولم يتركوا الا العالم. لم يعرفوا أن مفاتيح المدائن تبدأ من كعوب الأحذية. وأخيراً تظللنا بسقف مهجور، لأننا كنا على علم مسبق بأنها لن تمطر.
III
بالأمس كانت تفاحة تتكون في خدين. تكوّر خصرها مثلما تكوّرت روما في احتراقها. حين التفت يداها حول جسدي، هاجمتني أربع قصائد، وتذكرت: أنا مدين لرينيه شار بالألم. ويا لها من صدفة أن يدخل مارتن هايدغر، من الباب نفسه، الذي دخلته قبل قليل. وربما كانت فلسفة الخصر، وأحوال الرقص، سبباً في امتناعي عن التفكير. اكتفيت بالثمالة، بالانجراف نحو آلة الطباعة.
IV
إنها المقصلة القذرة. وضعت حداً لكل هؤلاء الذين كان ممكناً أن يتغيّروا. ممنوع عليكم أن تشحذوا خناجركم في وجه الآلة. ممنوع عليكم أن تعترفوا بأنكم حيوانات جميلة تملك القدرة على الغناء، واقتناء الأسلحة. إنها الثامنة. إنه الموعد الروتيني لولادة العالم.