وضعت الحملة التي نفذها الجيش اللبناني في البقاع الشمالي عصابات السلب في موقع الهارب، بحسب مسؤولين أمنيين. لكن السارقين عادوا لنشاطهم المعهود، فيما يعدهم المدير العام لقوى الأمن الداخلي بملاحقة سريعة
زحلة ـــ نقولا أبو رجيلي
عاد مسلسل سلب السيارات وسرقتها إلى الواجهة الأمنية في منطقة البقاع عامةً، وفي مدينة زحلة وجوارها على وجه الخصوص، بعدما شهدت هذه المنطقة فترة استقرار نسبي على هذا الصعيد، امتدت حوالى 5 أشهر منذ مطلع العام الحالي. وكانت فترة الاستقرار تلك مرتبطة بحملة الدهم الواسعة التي نفذها الجيش وقوى الأمن الداخلي في البقاع الشمالي بحثاً عن المطلوبين بجرائم السلب والسرقة، الذين انتقلوا خلال الأشهر الماضية من مرحلة الهجوم إلى مرحلة الدفاع، فيما جرى توقيف بعض رموز العصابات. لكنّ الأمور بدت خلال اليومين الماضيين كأنها عادت إلى ما كانت عليه قبل حوالى عام وما سبقه، وهي الفترات التي عاش فيها المواطنون هاجس سلب سياراتهم بقوة السلاح، سواء في وضح النهار أو تحت جنح الظلام.
وعلى الرغم من اتخاذ الأجهزة الأمنية تدابير وقائية مشددة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في السابع من حزيران المقبل، سجلت التقارير الأمنية حصول 5 عمليات سرقة وسلب سيارات في مدينة زحلة والبلدات المجاورة، يوم أول من أمس وحده. فعلى أوتوستراد زحلة ـــــ رياق، بالقرب من كنيسة القديس شربل، أقدم مسلحون يستقلون سيارة شيروكي، كانت قد سرقت من بعلبك ليل 18 الجاري، على سلب سيارة تويوتا تقودها منال أبو عاصي. وظهر اليوم ذاته، سرق مجهولون سيارة تويوتا يملكها عماد الرحيمي، كانت مركونة في بلدة تعلبايا. ومن ساحة شتوره، سرقت سيارة داتسون يملكها كامل برو. وعلى مسافة قريبة، سرقت سيارة مرسيدس قديمة الطراز. وكان صباح يوم الاثنين الفائت قد شهد حادثة سلب بقوة السلاح لسيارة من نوع BMW ـــــ X5، بداخلها مبلغ 10 آلاف يورو وأوراق ثبوتية، أثناء ترجّل صاحبها منها أمام منزله في بلدة الدلهمية، حيث أطلق مسلحون النار في اتجاهه ثم ضربوه وأفقدوه وعيه. وتبّين أن السيارة المستخدمة في السلب، وهي من نوع شيروكي، كانت قد سلبت من زحلة صباح اليوم ذاته.
المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي قال لـ«الأخبار» إن القوى الأمنية لاحظت خلال الأيام القليلة الماضية عودة إحدى العصابات إلى النشاط في منطقة البقاع، بعد فترة طويلة من الهدوء اللاحق للحملة الأمنية التي استهدفت عصابات السلب والسرقة. وأضاف ريفي أن هذه المجموعة تسرق سيارات قديمة ثم تستخدمها لسلب سيارات حديثة بقوة السلاح، إذ تصعب عليها سرقة هذه السيارات بالطريقة التقليدية. ودفعت هذه المؤشرات القوى الأمنية إلى الإيعاز لقطعاتها بالتحرك وتفعيل عملها لمواجهة هذه المجموعة. وكشف ريفي أن القوى الأمنية تمكّنت خلال اليومين الماضيين من توقيف شخص عراقي في إحدى المناطق السياحية في جبل لبنان، «ويعدّ الموقوف من أخطر المطلوبين في مجال سلب السيارات». إضافة إلى ذلك، أوقفت دورية من مخفر المعلّقة، أمس، المواطن ناجي د. (1961) عندما كان يقود سيارة تبيّن أنها مسروقة من بيروت في اليوم السابق. وقد اعترف الموقوف خلال التحقيق معه بتنفيذ عمليات سرقة سيارات في عدد من المناطق. وأكّد ريفي أن القوى الأمنية ستتحرك فوراً لمواجهة عودة هذه الظاهرة، «لأن التهاون في ضرب هذه العصابات في بدايات تحركها سيؤدي إلى انتشارها وتشكيلها خطورة على أمن المواطنين، وهو ما لن تسمح القوى الأمنية بحدوثه».