بنت جبيل ــ داني الأمينأما بعد حرب تموز، فقد أخلاه المقاومون، لكنه بقي مكاناً وعراً ومخيفاً، نظراً لكثرة القنابل العنقودية فيه. ومنذ ذلك الوقت، لم تقصده إلاّ دبابات قوات اليونيفيل التي لا تزال تتمركز على مداخله لمراقبة تنفيذ القرار 1701، من دون أن تكون لهذه القوات في المقابل نقاط ثابتة لمراقبة الخروق الإسرائيلية على الحدود، أو مراقبة دخول العملاء وخروجهم من فلسطين المحتلّة وإليها!
ميزة الوادي المذكور أنه من أجمل المناطق الجنوبية الخضراء، إذ لم تعبث فيه الجرّافات والكسارات، إضافة إلى أن الطريق الجديدة داخله منبسطة وعبورها سهل، وستصبح الطريق الأساسية لمن يريد الوصول إلى نهر الليطاني ومدن النبطية وصيدا وبيروت. وهي متصلة ببلدات عيترون وشقرا وحولا وميس الجبل ومجدل سلم وقبريخا والقنطرة، ما يفتح تلك البلدات على بعضها ويوفر التواصل التجاري في ما بينها. لكنّ المخيف هو انتشار القنابل العنقودية قربها، وفي ظلال أشجار الوادي الحرجية، التي تسحر الناظر إليها، ما قد يشجّع الأهالي على التفيّؤ في ظلالها ويعرّضهم لخطر الموت جرّاء انفجار القنابل التي لم يحدّد بعد أماكن انتشارها، وخصوصاً مع عدم وجود إشارات تحذّر من دخولها.