الفيدار ـ جوانّا عازار«متعة كاذبة ومصطنعة في العشرين، عادة سيئة في الثلاثين، إدمان مؤكد في الأربعين، أمراض خطيرة في الخمسين، هلاك محقق في الستين». هكذا يعرّف جوزيف حواط، رئيس جمعية جاد ـــــ شبيبة ضدّ المخدرات، التدخين، في إطار مشاركة الجمعية في «الحملة على التدخين» التي أقامتها الجامعة الأميركية للتكنولوجيا في الفيدار (AUT).
خلال النشاط، رسم الطالب إيلي ضوّ لوحة صوّر فيها الجيل القديم بركاناً فجّر مواهبه كلّها بالتدخين، إلا أنّه أظهر وصول رماد الدخان إلى نهايته ليتربّع مكانه جيل جديد لا يدخّن. في السياق ذاته، رسمت الطالبة مهى الجبران سيجارة مع عبارة «إذا أنا خلصت إنت شو؟» أرادت من خلالها توعية الناس على أضرار التدخين، بينما رسم الطالبان إيليان يوسف ورغيد عون وجه إنسان يظهر النصف الأول منه الصحة الجيدة لغير المدخنين، والثاني أضرار التدخين الوخيمة. في المقابل، خضعت الطالبة لارا صعب لفحص نسبة أول أوكسيد الكاربون (CO) في جناح شركة IQS المتخصصة بمساعدة الراغبين في الإقلاع عن التدخين. تقول المعالجة النفسيّة في الشركة ريتا أسمر: «إنّ إقبال الطلاب كان كبيراً، إلا أنّ قلة منهم يبدون الرغبة في الإقلاع نهائيّاً». على العكس، تقول كارول طايع وناتالي رومانوس من شركة Novartis، إنّ الطلاب «أظهروا اهتماماً خاصاً بدواء الـNicotinell لوقف التدخين، وخصوصاً أنّه علاج صحيّ معتمد من الأطباء في المستشفيات والمراكز المتخصّصة بالإقلاع عن التدخين».
وكان أستاذ مادّة الصحة (Health and wellness) في الجامعة، الدكتور مازن مفرّج، هو من بادر مع طلابه بتنظيم هذه الحملة التي تبنّتها إدارة الجامعة في يوم «أردناه مسلّياً يوصل رسالة مفادها أنّه إذا لم نوقف التدخين، فهو يوقفنا عن الحياة، وخصوصاً أنّ نسبة مدمني التدخين والأركيلة بين طلاب الجامعات تصل إلى 50%». يأمل مفرّج أن تكون النشاطات المماثلة بداية لمنع التدخين نهائيّاً في الجامعات اللبنانيّة. وكان الطلاب قد ارتدوا قمصاناً تصوّر رئتين نظيفتين كتب عليها: «أوقف التدخين، تعش لفترة أطول»، ووزعوا مناشير للتوعية من خطر التدخين.
وكانت جمعيّة «بلدتي» قد رافقت النشاط من خلال سيّارتها المجهّزة بأجهزة الكومبيوتر والإنترنت والكاميرات الرقمية، فنقلت وقائع النشاط على الموقع الإلكتروني الخاصّ بها، فيما انهمك المتطوّعون في جمعيّة «جاد ـــــ شبيبة ضدّ المخدّرات» في شرح حقوق الأشخاص غير المدخّنين وشرح فوائد الامتناع عن التدخين. وشرحوا كذلك بتهكم فوائد التدخين. فالمدخن، كما قالوا، لا يصاب بالشيخوخة لأنّه يموت فـي شبابه، يتعرف دائماً إلى أصدقاء جدد، لأنّه كل يوم عند طبيب، لا يدخل اللصوص بيته، لأنّه يسعل طوال الليل.
وأكد مدير شؤون الطلاب، ميشال شيخاني، دعم الجامعة للنشاط، بانتظار أن تصبح منطقة خالية من التدخين، مشيراً إلى أنّ من دخّن وقت النشاط دفع مبلغ ألف ليرة «تحضيراً للجزاء الذي سيفرض على المدخنين بعد أن تقرّ الجامعة قانوناً يمنع التدخين نهائيّاً فيها».