دينا سامي الصايغأرى الدنيا في أحمرار أوراق الأزهار. أراها في هدوء المحيطات والبحار، في دموع أمهات الشهداء. في دماء سالت على أرض الفداء. أرى سواداً يلفّها كأنة دخان تاريخ أمم بين حروف الزمان حبس خلف قضبان. يصرخ العالم صرخة تهتز لها الأبدان. تلملم أشلاء الإنسان كأنه سحابة تبكي من قسوة النسيان كأنة طفل يكتم في نفسة ألم الحرمان.
إلى حبيبتي غزة: لا لا يا غزة، لا تبالي حتى لو بقيت تحت سواد الليالي. أذكرك بقلبي الولهان وقد أدماني الشوق والحرمان. ستبقين إلى الأبد يا غزة رمزاً للشموخ والعزة. أتمنى إليك أن أعود وقد مللت من الوعود.
من يسمع أنين أحزان كمن يسمع صدى توجعك. تحرقني... تحرقني نيران الشوق. اشتقت إلى بحر غزة، إلى سمائها، إلى أصوات أمواج بحرها. إني لأعشقها في ترابها كالمسك ونسيم هوائها كالعنبر. كيف لي أن أحيا ببعدي عنها؟ أحبها وسأظل أحبها رغم كثرة الألم رغم كل الجراح فأنا فيكِ فقط أرتاح.
إنها قصة نبضات قلبي أهاجت البحر وحركت الرياح وحفيف الأشجار. أعشق هواءها، أعشق ذرات ترابها، أعشق عطرها الفوّاح، أعشق ماء بحرك وأصوات أمواجك. أحب هديل الطيور. أحب زقزقة العصافير فوق أشجارك. أنا أحبك وسأظل أحبك رغم كل شىء، سأظل أحبك رغم دوي المدافع ورغم أصوات الرشاشات ورغم تحليق كل الطائرات على شرفات أبوابك. متى سأقف؟ تحتسبين ذكرياتك ويدميني فراقك فمتى سأعود؟