strong>خليل عيسى تابعت الجامعة الأميركية في بيروت استضافة الحوارات العلمانية ــــ الإسلامية (راجع الأخبار العدد 820 في 16 أيار 2009) التي ينظمها نادي المقاصد في الجامعة. فكانت حلقة حوارية عن «العلمانية الليبرالية والإسلام» بين الباحث الإسلامي حمزة تزورتزيس وأستاذ الفلسفة في الجامعة بشار حيدر. في المساجلة الأولى، اعتبر تزورتزيس أنّ «العلمانية الليبرالية نشأت في الغرب رداً على الكنيسة»، فيما «الليبرالية العلمانية القائمة اليوم مبنية على تقديس الفردية وتجزئة مجتمع منحدر أخلاقياً، إلى ملل متصارعة»، ليؤكد بإصرار أنّ كلّ محاولات اعتماد نظام أخلاقي من دون الارتكاز على دين باءت بالفشل، لكونها أساساً مستحيلة وأنّ «الإسلام طريق حياة» وليس ديناً فحسب. في رده، أشار حيدر إلى أنّ إمكانية إجراء هذه المساجلة لم تتح إلا بفعل الليبرالية، سائلاً عن وضع «حقوق المرأة في دولة إسلامية مفترضة». وقد انتقد أحد الطلاب المشاركين خطاب حمزة «الما بعد حداثوي» المفتقر إلى الدقة العلمية، وبالتحديد استعماله كلمات ليبرالية، إمبريالية، اشتراكية ورأسمالية بتواتر، كأنّ لها الدلالة ذاتها. في اليوم التالي، نظّم حوار بين الطلاب من جهة وتزورتزيس وخطيب مسجد لندن الغربي عدنان رشيد من جهة أخرى، عن إمكانية التوفيق بين العلمانية والإسلام. وكان النقاش عاصفاً بين بعض الطلاب العلمانيين والمحاورين الإسلاميين الذين اعتبروا أنّ الإسلام كما يشرحه «ابن تيمية هو ما يجب على المسلم اتّباعه» وذكروا أنّ الحجاب واجب على المرأة المسلمة، وأن إخوان الصفا (الصوفيين) ملحدون ونظام الجزية أفضل من الديموقراطية الحالية.
أما أمس، فقد أقيمت مساجلة أخيرة بين تزورتزيس وأستاذة الفلسفة في الأميركية بانا بشور تحت عنوان «هل الله موجود؟»، حاول فيها تزورتزيس استعمال الحجج الفلسفية ليبرهن «وجود الله» لكنّ بشور ردت أنّه حتى لو اعتبرنا أنّه نجح في إثبات شيء، فهو أنّ هناك «شيئاً ما» خلق الكون مثلاً، وليس أنّ ذلك هو «الله»، أي تحديد شخصية الإله. بدت الآراء متعارضة بين المحاضرين وبعض الملحدين من الطلاب الذي قال أحدهم: «إنّ كل شخص من الحاضرين قد تحجّر في رأيه أكثر بعد هذه المساجلة وكأنّما نستطيع إثبات وجود الله أو عدمه في ساعتين من الزمن!».