غابت بعض مظاهر الاحتفاء بالقادمين للتهليل في عيد التحرير، وقبل العيد، عن طرقات القرى والبلدات الجنوبية الحدودية. فلا عربات «العرانيس» و«الترمس» و«المناقيش» التي كانت تزيّن مداخل بلدة كفركلا، المحتضنة لمراسم زيارة بوابة فاطمة، عادت لتنتشر على الطرقات، هي و«بسطات» الهدايا والمرطبات، والأعلام المختلفة، من لبنانية وفلسطينية وأعلام المقاومة وحزب الله. أما المحال التجارية التي شهدت ازدهاراً ملموساً، فتعاني هي الأخرى، اليوم، من ركود بسبب تراجع حركة الزائرين والمشترين.أما المسيرات التي كادت تكون يومية، صارت في مناسبتين أو ثلاث خلال العام كله، ضمن ضوابط أمنية بات يفرضها الجيش اللبناني بمواكبة قوات «اليونيفيل».
مئات الألوف من سيارات العابرين نحو المنطقة الحدودية، والتي غصّت بها الطرقات، يوم التحرير وخلال أشهر عديدة تلته تقل المتشوّقين إلى منطقة جنوبية واسعة انسخلت عن الوطن نحو ربع قرن من الاحتلال المباشر، لم تعد هي عينها التي تقصد المنطقة أيام المناسبة، إذ تقتصر الزيارات على وفود طالبية ومدرسية متواضعة، فضلاً عن بعض الوفود الفلسطينية الآتية من مخيمات لبنان لتلامس بالعين والقلب هواء فلسطين من خلف الأسلاك الشائكة. أما الوفود العربية والأجنبية التي كانت تسابق المحلية، بل وتتفوق عليها، فتكاد بعد عدوان تموز 2006 تكون شبه معدومة.