إبراهيم عياد أربع نساء فزن في الانتخابات البرلمانية الكويتية. الجزيرة العربية كانت في ما مضى تمثّل مع اليمن والعراق المنبع الأصيل للفكر العربي الذي حمى اللغة العربية عبر الشعر والسِيَر الشعبية، والحاضن للقيم الأصيلة: الأمانة، الصدق، الشجاعة، الكرم، الإيثار والتسابق إلى مساعدة مَن هو بحاجة إلى المساعدة وإلى بناء أعظم الإمبراطوريات شأناً في الهندسة والجبر والرياضيات والتشريح والصناعات التي ابتدأت من اكتشاف الصفر، الذي فتح عالم الرياضيات إلى حدود لامتناهية وأدى إلى تطوير شتى مناحي العلوم.
وكانت النساء حاضرات في المقدمة. بلقيس، الخنساء، ليلى العامرية، زرقاء اليمامة، شهرزاد (الأسطورة المقاومة للظلم)، أروى الصالحية (تولّت الحكم في اليمن في القرن الحادي عشر الميلادي بعد وفاة زوجها «الملك المكرّم» وبقيت في الحكم ما يزيد على خمسين عاماً).
تغيّر الزمن، ومرّت على المنطقة أحداث جسام جعلت المنطقة تسير حثيثاً إلى الوراء في مهاوي التخلّف، حتى أصبحت الأمة في ذيل قائمة الدول المنتجة لأي أداة من أدوات الحضارة فكراً وصناعة.
هلَّ القرن العشرون بمآسيه وآماله الواعدة: هدى الشعراوي، نوال السعداوي، روز اليوسف، روز غريب، علوية صبح، أم كلثوم، فيروز، جميلة بوحيرَد، ليلى خالد، دلال المغربي، سناء محيدلي، سهى بشارة... إلى المئات والمئات من النساء الأعلام... إلى «بشارة» الكويت بالأمس.
فهل بدأ استواء الزمن؟ ألف تحية لهؤلاء النساء ولشعب الكويت العظيم.