زينب زعيتر صدر عن دار turning point books للنشر، كتاب بعنوان The Positive You، مؤلفته أنيتا بابس. يقدّم الكتاب شروحات عن حالات متعددة يعيشها الإنسان كالخوف والضعف وخيبة الأمل والماضي التعيس، وكيفية تحويل كل هذه الأوضاع وغيرها إلى نقاط قوة يتحلّى بها الإنسان ليتخطّى كل الأزمات والمصاعب. يغيّر الكتاب النظرة إلى الحياة أيضاً، من خلال جعل كل الصعوبات أولويات يسعى الإنسان إلى إيجاد الحلول المناسبة لها، والعمل الفردي على تحويل التعاسة إلى سعادة ينعم بها الإنسان، وكذلك تحقيق «المستحيل» بدون أية حدود أو عقبات. « The Positive You»، دليل إلى السعادة وتخطّي العقبات ودعوة إلى العيش على أساس أنّ الحياة ممتعة وكل فرد يستحق أن يعيشها بطريقته الخاصة. الكتاب يضم سبعة أقسام، تعرض الكاتبة من خلال كل فصل حالة تستحق الوقوف عندها في خطوة لتسليط الضوء عليها، وتقدم إجابات معمّقة ومفصّلة عن كيفية تحويل الحالة السلبية إلى تجربة إيجابيات تملأ الفراغ الموجود داخل كل فرد. تقوم باباس بذلك من خلال تقديم شروحات للحالة، وعرض حالات بشرية تعرّضت لصعوبات الحالة المعروضة كاليأس وخيبة الأمل مثلاً، واستطاعت بمساعدة المعالجة النفسية أي الكاتبة نفسها تخطّي كل الأزمات. الفصول السبعة في الكتاب تحت عناوين: «أحب نفسك، كن أفضل ما لديك، عقلك وأفكارك هما عالمك، عش في الحاضر، تقدّم دائماً نحو الأمام، تذكّر دائماً أنّ الوقت الذي نعيشه محدود، احترم نفسك وكل الآخرين». تحاول الكاتبة أن تقدّم مجموعة من الطرق الكفيلة بتحويل الأفكار السلبية التي تراود الفرد إلى تفكير إيجابي. هذه الطرق تتبعها باباس في عيادتها أثناء عملية المعالجة النفسية لبعض الحالات البشرية التي تمثّل نماذج حقيقية لمجموعة من الأفراد التي قد تعيش الأوضاع نفسها.
لم تكتف الكاتبة فقط بعرض حالات عولجت في العيادة، بل عرضت كثيراً من المواقف التي واجهتها، وكان لها الأثر في حياتها، وقد تمكنت من استيعابها لتحسّن مسار حياتها، وتتقدّم دائماً نحو الأفضل.
يقدّم الكتاب في بداية كل فقرة جديدة من فصوله حكمة، أو مثلاً على لسان كبار الأدباء والعلماء في العالم، مثل تولستوي، جبران خليل جبران، غاندي، وليم شكسبير وغيرهم. يسيطر الجو الإيجابي على الوضع العام للكتاب، لكن الكاتبة في فصل «The past is past»، تقول «كيف يمكن شخصاً واجه الكثير من الصعوبات ولا يزال أن ينسى الماضي؟ وما زالت تبعات الماضي بكل مساوئه تلقى على كتفيه، فهذا الشخص يعاني المرض والجوع والفقر.
الكاتبة تدعو إلى رمي الماضي وتخطيه، ولكن هل يمكن هذه الدعوة أن تكون سهلة التحقيق؟
عند القراءة الفصول المتعلقة بتجارب الماضي وضرورة تخطيها كي لا تتحول إلى عقبات في طريق إيجاد حياة أفضل، يتذكّر القارئ، رغماً عنه، كل المساوئ وخيبات الأمل التي رافقته.