سناء صفوان«تعشَّ وتمشَّ» هو شق قول مأثور نعرفه جيداً ونسمع به، ونفسره بضرورة المشي بعد تناول وجبة العشاء، وذلك لأن حركة الإنسان أثناء الليل تخف مقارنة مع نشاطه خلال فترة النهار، والمشي، حسب الاعتقاد السائد، قد يساعد على تسريع عملية الهضم ليلاً وحرق سعرات حرارية. المشي بعد الأكل ينشط الدورة الدموية في الأطراف والقلب والرئتين، ومن ثم يقل الدم المتجه للمعدة والجهاز الهضمي، مما يعطل ويقلل من نشاطه مسبباً عسر الهضم. يقول الدكتور حسين قدوح (طبيب متخصص في الأمراض الداخلية) إن الدم يتكاثر لتغذية العضو العامل الذي يكون فعالاً. فالمعدة حين امتلائها بالطعام تصبح فعالة، وبالتالي سيحشد لها الجسم ما أمكنه من الدم، وذلك على حساب الأطراف وبقية الأعضاء. ولكن أي عمل يقوم به المرء بعد تناول الطعام، سيقلل من هذا الحشد ومن عمل المعدة. يضيف قدوح: «كل منا يشعر بتراخ في أطرافه، وكسل عام يدب في جسمه بعد امتلاء معدته، وهو شعور اقتضته الغريزة لتوفر للمعدة القدرة الكافية على هضم الطعام. فإذا مشينا بعد العشاء حسب الشق الأخير من المثل «تعشَّ وتمشَّ»، نكون قد حرمنا المعدة من حقها في وصول كميات وفيرة من الدم، وأعطينا الأطراف وأعضاء الجسم الأخرى قدرة وحرارة كان يجب توفيرها للمعدة في سبيل هضم الطعام».
يشدد قدوح على أهمية المشي وفوائده للحفاظ على صحة سليمة، ولكنه ينصح بعدم القيام بذلك بعد الأكل مباشرة، بل بعد مرور فترة حتى يكون الطعام قد هضم بشكل سليم، ولكي لا يشعر المرء بأية أوجاع أو تقلصات خلال السير.