ملاك عوّادحطّ سوق الطيب رحاله أمس في مدرسة الجالية الأميركية (ACS) فجمع بين منتجي الخضار العضوية والصناعات اليدوية من جهة، وبين أطفال لا يعرفون إلا الهمبرغر وما تصنعه الآلة من جهة أخرى. فانتشرت في زوايا ملعب المدرسة أجنحة توزعت عليها الخضار والأطعمة والمنتجات ليختار منها التلامذة ما يعجبهم. في زيارته الثانية للمدرسة «استحدث سوق الطيب نشاطات تثقيفية وتعليمية للأطفال بهدف التأسيس لتربية بيئية صحيّة للأطفال وللعلاقة بينهم وبين أرضهم»، كما تقول مدرِّسة العلوم في المدرسة ومنسّقة النشاط رينيه قدسي. في إحدى زوايا المعرض يعرض موريس حبيب أوعية العسل قرب منخل النحل الموضوع في وعاء زجاجي. تجد الأطفال ملتصقين به يتأملون النحلات ويتذوقون العسل. تستكمل الرحلة التعليمية اللذيذة في زاوية جوزفين التي تكلمهم عن منتجاتها المصنوعة من طحين القمح. آية قررت أنّها لن تأكل الزعتر إلا من عند جوزفين منذ حوارها معها. فقد أخبرتها «أنّ الزعتر في المحال مصنوع من السمسم، نشارة الخشب، وقشر بزر البطيخ». في كشك المناقيش تؤكد ريما ذلك. يشتكي كريم من «المنقوشة الغالية»، على حد تعبيره. لكن ريما تعلل: العجينة المصنوعة من القمح الكامل، الكشك والزعتر بلديان، أما الخضار فعضوية من عند جارها. أبو ربيع، هو اللبناني الأول الذي أقام مزرعة عضوية. لاحظت رين أن خضار أبو ربيع أشكالها غريبة، ورقة الزعتر كبيرة، الخيار صغير وملتو... لكن يبدو أنّ هذا هو الوجه الحقيقي للخضار. يتكلم أبو ربيع بفخر عن الشهادة التي حازها من مركز «سكايل انترناشونال» الهولندي. تثبت الشهادة خلوّ منتجاته من المواد الكيماوية أو تعرضها للأسمدة ويطلق عليها بالتالي لقب «عضوية». يضيف مستبقاً السؤال «لا تسألوني عن غلاء الأسعار، الصحة لا تثمن». تحلق الأطفال حول أبو ربيع، ليزرع كل منهم نبتته العضوية. هذا الطقس الاجتماعي ليس ترويجاً للطعام الصحي فقط، بل لكل ما هو يدوي وتثقيفي كذلك.
من جهتها، أرادت نادين توما، وهي أحد مؤسّسي «دار قنبز» للكتاب، أن تكون ضمن فعاليات «سوق الطيب»، «فكتبها طيبة كذلك»، تقول. وقد وزعت نادين مكسرات «القنبز» للأطفال. وللشباب حصتهم أيضاً من النشاط. فعرضت سيلفا أكسسوارات صنعتها يدوياً؛ عقود سيراميك، أساور خشب، ومجوهرات من الفضة. تتعجب سيلفا من عدم تصديق الأطفال أنّ المجوهرات مصنوعة يدوياً بل ومن إصرارهم على أنّ «الآلات وحدها» قادرة على ذلك.