strong>جوان فرشخ بجاليخلال الأشهر الماضية وحينما كان الجدال قائماً في وسط بيروت بشأن ترميم الكنيس اليهودي في وادي أبو جميل، قدمت مؤسسة إدمون صفرا الخيرية هبة مقدارها مئة ألف دولار لاطلاق عملية الترميم. غير أن العمل لم يبدأ، لكون الكلفة الإجمالية تصل إلى مليون دولار. لكن في حينها عُدّت الهبة «لفتة» طيبة من مؤسسة إدمون صفرا، ومثالاً للكرم. إدمون صفرا هو مؤسس عدد من المصارف الأكبر في العالم، وهو لبناني الأصل، رحل مع والديه عن بيروت عام 1952 بعد تأسيس دولة إسرائيل، ستقرت العائلة في البرازيل، ثم في نيويورك وسويسرا. أنشأ إدمون صفرا منذ سنواته الأولى مؤسسته الخيرية، التي تديرها زوجته. وقد عُرف عنه سخاؤه في دعم المؤسسات اليهودية، وإعادة بناء أماكن العبادة في العالم وترميمها. لذا، ربما يُعدّ لافتاً للنظر «صغر» الهبة التي قدمتها المؤسسة إلى الكنيس، الذي ترعرع صفرا في أرجائه، وخاصةً إذا قورنت بالهبات إلى إسرائيل. ففي الأسبوع الماضي، أنهت مؤسسة صفرا «المشكلة المادية التي كان يعانيها متحف إسرائيل»، بتقديمها هبة بمقدار 12 مليون دولار أميركي إليه. هذا ما أكدته صحيفة The Art Newspaper البريطانية، التي شرحت أن المتحف بصدد إعادة تأهيل وترميم لصالاته وكلفة المشروع الإجمالية تصل إلى 100 مليون دولار، تمكّنت لجنة «أصدقاء متاحف إسرائيل» من تأمين 88 مليون دولار منها جُمعت من أفراد، وما كان من مؤسسة صفرا إلى أن أنهت الجدال القائم، وأمّنت المبلغ، متجدر الإشارة الى أن متاحف إسرائيل تمول بنسبة 15% فقط من ميزانية الدولة، أما الباقي، فيؤمّن من الأصدقاء.
أما بالنسبة إلى كنيس ماغن إبراهام في وادي أبو جميل، الذي تتدهور حاله يوماً بعد يوم، فمؤسسة سوليدير كانت قد أكدت نيتها المحافظة عليه، ودفع الـ10% المترتب عليها في عملية ترميمه. والكنيس يعدّ من الأهم والأجمل هندسياً في الشرق الأوسط وقد افتُتحت أبوابه سنة 1926.