إذا أردت أن تمضي عطلتك في بلد بعيد نسبياً، ألا تتخلى خلالها عن الحياة العصرية ووسائل التكنولوجية، وتتعرف في الوقت عينه إلى طقوس عبادات غريبة عما تعرفه. حلمك سيتحقق بسهولة مطلقة، احزم حقائبك واتجه نحو تايوان. تايوان هي البوابة الهادئة للدخول إلى عالم الصين، وهي في الزقت عينه تقترح على زائرها الغريب الإندماج في عالمها المتناقض، إنها المنطقة الغارقة في التقاليد والمنفتحة على الحداثة، فيها الطبيعة العذراء، والمد المعماري العصري... في العاصمة تايبي الشوارع الرئيسة عريضة جداً، أرصفتها واسعة، تجتاحها لوحات الإعلانات الضخمة التي تحيط بها إنارات بألوان مختلفة ومجنونة ليلاً. في هذه المدينة أيضاً شوارع ضيقة تتوزع على جنباتها بيوت صغيرة وقديمة نوعاً ما، وغاليريهات للفنون حيث تعرض أعمال فنانين شبان طليعيين، فنانون تتأرجح لغاتهم بين الشرق والغرب. على أي حال فإن تايبي لا تنام أبداً، كيفما جلت فيها ليلاً ستجد عدداً كبيراً من الناس في الشوارع والمقاهي والمطاعم، ستجد أناساً يرقصون في الأسواق، وملاهٍ ليلية تستقبل المئات من محبي الـ «كاراوكي»، وإذا غبت عن المدينة لسنوات قليلة ستفاجئ بالطبع بزيادة كبيرة في أعداد الملاهي الليلية.المطاعم كثيرة أيضاً في المدينة، في أية ساعة تقصدها ستجد أبوابها مفتوحة، وقد كثرت في السنوات الأخيرة المطاعم التي تقدم مأكولات صينية، أو برتغالية أو هولندية أو يابانية.
نهاراً، اقصد برج «تايبي 101» حيث يختلط السياح مع موظفي الشركات التي تتخذ مكاتب لها ف يالبرج، وعند الطبقة الأخيرة، أي على ارتفاع 508 أمتار عن الشارع يمكنك ان تراقب المدينة، وأن تفهم سر حيويتها.
الخروج من تايبي سهل، السياح يتجهون منها إلى تاروكو، حيث الشلال الغزير بمياهه الأشبه بلو الثلج، شلال يتساقط من الجبل ويسحر الناظر إليه.
أينما جلت في تايوان، ستجد معابد صغيرة تعلوها أسقف حمراء، يقدر عدد المعابد في هذه الجزيرة بنحو 1600، إضافة إلى 108 مراكز للتأمل، ومنها مركز شانغ تاي شان في بولي، وهو الأشهر في تايوان.