رغم عدم سريان مفعول خفض سن الاقتراع حتى اليوم، سيتمكن شبان طرابلس وشاباتها ممن لا يزالون تحت السن القانونية من انتخاب ممثليهم إلى المجلس النيابي المقبل... صورياً. إذ تنظم جمعية شباب البلد ــ برلمان الشباب الطرابلسية عملية اقتراع رمزية لشباب بين 18 و21 سنةطرابلس ــ عبد الكافي الصمد
تحت شعار «18، 19 و20، مش رح ننطر 4 سنين»، تنطلق على مرحلتين عملية اقتراع رمزية لشباب بين 18 و21 سنة، تنظمها جمعية شباب البلد ــــ برلمان الشباب، في طرابلس.
فالمشروع يقتصر على عاصمة الشمال فقط، كما توضح المديرة المشرفة عليه، الدكتورة هند الصوفي، قائلة: «إنه خطوة غير مسبوقة في تاريخ لبنان، تأتي للضغط على الحكومة من أجل السماح للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين سني الـ18 والـ20 بالمشاركة في الانتخابات البلدية والاختيارية العام المقبل، لا الانتظار حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة عام 2013».
هي خطوة لا تقتصر على المنحى الرمزي المتمثل بالضغط المطلبي فحسب، بل تمثّل «بروفا» تتيح لناخبي المستقبل خوض التجربة وكأنها حقيقية. من هذا المنطلق، نظّمت على شاكلتها، إذ «حُدّدت دورتان انتخابيتان للشبان المعنيين، الأولى غداً الأحد للعاملين في الماكينات الانتخابية، والثانية في 7 حزيران المقبل للجميع»، كما أشارت الصوفي.
ويتميز المشروع بما يتيحه للشباب من حرية الاقتراع «من دون اعتماد التوزيع الطائفي أو المذهبي، وبعيداً عن الالتزام الحزبي قدر الإمكان» كما تؤكد الصوفي، مضيفة «تتضمن عملية الاقتراع أيضاً سؤالاً موجهاً إلى الشباب، لاستطلاع رأيهم بشأن إلغاء الطائفية السياسية».
وفيما أوضحت أن الاقتراع «سيكون مقتصراً على مرشحي طرابلس فقط»، أكدت الصوفي أنه «سيُسمح للمقيمين فيها رغم أن قيود نفوسهم خارجها بالاقتراع»، متوقعة أن يراوح عدد المقترعين بين 2000 و5000 شاب.
أما مساعدة مدير المشروع، إيمان صادق، فقد أشارت إلى أن «الفكرة ولدت منذ أشهر قليلة، ومحورها تنظيمنا انتخابات رديفة للشبان الذين حرموا من حق الاقتراع فيها»، لافتة إلى أن الصناديق «ستفتح من الساعة التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساءً».
وكشفت صادق أن «هذه الانتخابات ستكون ممكننة، وقد أبدت جمعية «معلوماتيون» استعدادها للدعم والتعاون في هذا المجال»، لافتة إلى أنه «لا نملك إحصائيات ولا جداول شطب لدينا بل إن الاقتراع مسموح لكل شاب أو فتاة من مواليد 1988، 1989، 1990 و1991، بعد أن يُبرز هويته الجديدة أو إخراج القيد أو جواز السفر».
وأشارت صادق إلى أن «دعوة الشبّان المعنيين للمشاركة بدأت تنتشر عن طريق يافطات ولوحات إعلانية منتشرة في الشوارع والأماكن العامة، وقد قمنا بجولات على المدارس والثانويات والجمعيات والمعاهد، لحثّ الشبان على المشاركة، وقد لمسنا منهم حماسة كبيرة للمشاركة، كما قمنا بزيارات لنواب ومرشحين، آخرهم كان الرئيس نجيب ميقاتي الذي أكد لنا أنه سيحثّ شباب جمعية العزم والسعادة على المشاركة فيها».
وفيما تتوزع أماكن الاقتراع الستة على مختلف أنحاء دائرة طرابلس الانتخابية، وهي: جامعة التكنولوجيا والعلوم التطبيقية اللبنانية ــــ الفرنسية خلف غرفة التجارة والصناعة والزراعة، اتحاد النساء التقدمي ــــ باب التبانة، مدرسة روضة الزيتون ــــ أبي سمراء، لجنة رعاية البيئة ــــ الميناء، نادي القلمون الثقافي، ومستوصف الروم ــــ القبة. إلا أن مقر لجنة الأمل الواعد، في محلة القبة، جبل محسن، قد «استُبعد بعدما طلب القائمون عنه ذلك لأسباب خاصة» كما أشارت صادق.
لن ينتهي الموضوع عند رمزية الحدث. إذ أكدت صادق أنه «من خلال الفرز النهائي للناخبين والأصوات، ستتبيين عندنا معطيات كثيرة سنبني عليها تحركاتنا المقبلة».

وبحضور وزير الداخلية أيضاً...
تروي المديرة المشرفة على المشروع، التي تعتبر صاحبة الفكرة في إطلاقه، هند الصوفي «بدأنا تطوير الفكرة منذ عام 2006 عندما انتُخب أعضاء برلمان الشباب، الذي ستُنتخب هيئته الجديدة عام 2010». وهو مشروع نال تنويه الكثير من السياسيين، من بينهم وزير الداخلية زياد بارود، الذي «أعجب بالفكرة، وهو سيزورنا يوم الاقتراع تأييداً لنا»، كما تروي، مشيرة إلى أن «طابع الفكرة شبابي بحت، ترمي إلى تدريب الشباب على تطبيق الديموقراطية فعلياً وممارستها على الأرض، لا التعامل معها مجرد أفكار مطلقة في الهواء».
وتلفت المشرفة على المشروع إلى أنه «ستُستخدم المكننة في عمليتي التصويت والفرز، وسنعلن النتائج بعد إقفال الصناديق بوقت قليل».