هاني نعيمأعلنت «الحركة الطلابية ـــــ طَلَبة»، عن انطلاقها أول من أمس عبر سلسلة نشاطات شهدتها الجامعة اللبنانية الدولية، تضمّنت ورشة عمل عن «المفاهيم السياسية للدولة»، تخللها عدد من النشاطات الترفيهية.
ما بدأ العام الماضي، كفكرة صغيرة، تبلور هذا العام، بنشوء «حركة طالبية مستقلة عن التبعية السياسية والطائفية والفئوية الضيقة، تعمل على تفعيل قدرات الطلاب إنطلاقاً من أسس احترام التعددية الفكرية، ونبذ التعصب بكل أشكاله»، بحسب بيان إطلاق الحركة. مبادرة تقف وراءها دوافع عديدة، من أهمها إحساس بعض الشباب أن «الأحزاب السياسية الموجودة لديها قصور في خلق حركة طالبية فاعلة تهتم بشؤون الطلاب لا بشؤون محازبيها فقط»، كما يشرح أحد مؤسسي الحركة، علي جعفر، وهو طالب في كلية إدارة أعمال.
ورغم أن أعضاء الحركة منتسبون جميعاً إلى مختلف الكليات في الجامعة اللبنانية الدولية، إلا أن طموحهم يتخطى أسوار جامعتهم، كما يشرح علي «هدفنا التوسع. لذلك أطلقنا على المبادرة اسم الحركة الطلابية. فهكذا نخلق لنا امتداداً في الجامعات الأخرى، على أمل التعاون معها، لتأسيس نواد فيها تنضوي تحت لواء الحركة».
وتهدف الحركة إلى تعزيز مفاهيم المجتمع المدني، مثل العلمانية، المواطنة، حق الاختلاف، حرية التعبير، وحقوق الإنسان. «تعزيز لا تأسيس»، يشدّد علي، مضيفاً «لأن هذه المفاهيم موجودة، ولو جزئياً بالنسبة الطلاب، رغم بعض الشوائب والمغالطات التي تطال تعريفاتها أحياناً، مثل اعتبار العلمانية مرادفة لللإلحاد، أو اعتبارها فكرة مستوردة من الغرب». مغالطات يعد أعضاء الحركة ببذل الجهد اللازم لتصويبها.
إلا أن المفاهيم ذات الطابع سياسي ليست وحدها محور عمل الحركة الحديثة الولادة، بل إن أعضاءها ينوون التطرق أيضاً إلى صلب المفاهيم الاجتماعية لمعالجتها ومناقشتها. مفاهيم يأتي موقع المرأة في الحراك الاجتماعي في طليعتها. هل سبب ذلك أن أربعة من الأعضاء الستة المؤسسين للحركة هم من الفتيات؟ ربما. إلا أن علي يقدم تفسيراً آخر، ينطلق من أن «الأجواء الاجتماعية ـــــ السياسية في البلاد، التي تمثّل الجامعة مجسماً مصغراً عنها، تهمّش المرأة، وتغيّبها عن الحقل العام، بينما عمليّة تحرير المرأة تكون على مستويين: نظرة المجتمع لها، ونظرتها إلى ذاتها»، بينما يلفت إلى أن الحركة تنوي فتح نقاش عن الحجاب، في نشاطاتها المقبلة.
كذلك، ستساهم الحركة من خلال نشاطاتها في خلق وعي جماعي لمخاطر الوضع البيئي الذي هو مسؤولية الجميع، بينما «الأحزاب لا تلتفت إليه» كما تشير رلى عوض، وهي طالبة في كلية الصيدلة وعضو مؤسس في الحركة، تشدّد على أن «البيئة الطبيعية مهمة لأنها امتداد للبيئة الاجتماعية».
وطبعاً، لا تغيب القضية الفلسطينيّة عن اهتمامات الحركة، التي ستقوم قريباً بسلسلة من النشاطات تتناول قضية «أين أصبح الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي، وأين نحن منه؟»، كما توضح رلى.
تجربة طالبية جديدة تنضم إلى الحراك الطالبي اللبناني، فهل تستطيع الاستمرار في ظل الانقسامات السياسية ـــــ الطائفية، مع الإبقاء على استقلاليتها؟ سؤال تجيب عنه الأيام.