رضوان مرتضى«تمكن عبد الفتاح الزبيدي (مواليد 1953)، المخطوف منذ 11/11/2008، من الفرار ليلاً من خاطفيه».
الخبر المذكور تناقلته وكالات الأنباء منذ يومين. إذاً، لقد فرّ الزبيدي «بأعجوبة» من يد خاطفيه الذين «كان من المحتمل أن يقتلوه لولا تدخّل العناية الإلهية التي أعمت أبصارهم»، حسب قول أحد أبنائه الذي أضاف: «لقد غافل خاطفيه الذين يحتجزونه منذ قرابة ستة أشهر وفرّ».
لقد فر الزبيدي تحت جنح الظلام، ملتمساً أن يصل إلى مخفر ما في الهرمل، علّ من فيه ينقذه أو على الأقل يوفّر له الحماية، إلى أن تمكن من الوصول إلى مخفر درك الهرمل. سلّم نفسه هناك وأخبر أفراد المخفر أنه كان مختطفاً «على يد عصابة، ومن المحتمل أنها تلاحقه». نُقل الزبيدي إلى مفرزة بيروت القضائية لاستكمال التحقيق، قبل إخلاء سبيله وعودته إلى منزله.
يعبّر أبناء الزبيدي عن اطمئنانهم ببقاء والدهم على قيد الحياة وتمكنه من الفرار، لكنهم يتخوفون من رد فعل انتقامي يُحتمل أن تقوم به العصابة. ويوجّهون شكرهم للقوى الأمنية راجين منها أن تقوم بواجبها على أكمل وجه، لحماية حياة والدهم والقبض على «العصابة» التي حرمتهم منه طوال 6 أشهر ولا تزال تلاحقه، فيما لا يخفي أحد أبناء الزبيدي تخوّفه من احتمال أن يكون جميع أفراد العائلة مهددين.
من جهة أخرى، يرى المحامي جهاد المقهور، وكيل حسين م. المتهم باختطاف الزبيدي أنّ ما جرى هو «استكمال لسيناريو ابتدعه الزبيدي، ليكمل عملية ابتزاز موكّله الذي خسر بسببه كل أمواله». وأشار المحامي إلى أنه أقام دعوى نصب واحتيال بحق الزبيدي بانتظار أن تأخذ العدالة مجراها. رواية ورواية مضادة تفرضان وجود حقيقة وحيدة، ينبغي جلاؤها على يد القضاء وحده.