صور ــ آمال خليللا شيء كان بالأمس في رأس الناقورة يشير إلى أن هدف المناورات العسكرية البحرية والبرية المشتركة بين قيادتي قوات اليونيفيل والجيش اللبناني هو تبادل للخبرات بين الطرفين، وتطوير لمهاراتهما. مضمون المناورة كان تنفيذ عناصر من الجيش واليونيفيل رماية مدفعية وإصابة أهداف مفترضة في عرض البحر، كل من مدفعيته. وبينما كان بتصرف الجنود الفرنسيين أربع دبابات لوكلير، عليها مدافع من نوع AUF ترمي بكبسة زر 6 قذائف في 45 ثانية، استخدم الجنود اللبنانيون مدفعين من نوع M114 يشغلّهما 7 جنود ويرمي كل منهما 4 قذائف في الدقيقة الواحدة بشد حبل الصاعق بواسطة أحد الجنود.
لا يجد مصدر عسكري شارك في المناورة «ضرراً في تكرار المناورات العسكرية المشتركة، بالرغم من فارق المعدات المستخدمة بين وحدات اليونيفيل والجيش اللبناني»، مؤكداً «أننا نتبادل ولو نظرياً، الخبرات العسكرية، هم يكتسبون أساليب عملية في التخطيط والتحرك الميداني، ونحن نتعرف على تكنولوجيا السلاح المتطورة». وأشار المصدر إلى أن «الخلاصة المشتركة بعد كل مناورة هي ضرورة دعم الجيش بأسلحة متطورة تتوازى مع الطاقات البشرية المتفوّقة لعناصره». إشارة إلى أن اليونيفيل والجيش اللبناني لم يتأكدا من إصابة الأهداف المفترضة في عرض البحر، علماً بأنه هدف المناورين.
عشرات القذائف المدفعية من عيار 155 ملم دوّت في أرجاء الناقورة وسقطت في بحرها في إطار المناورة البحرية السادسة من نوعها منذ شهر كانون الأول الفائت، لم تثر ذعر الأهالي الذين لا يجدون فائدة من المناورات المشتركة، وخاصة أن الجيش لا يستخدم أسلحة اليونيفيل المتطورة. أما طلاب متوسطة الناقورة الرسمية فقد باتوا يعرفون أحداث المناورات العسكرية البرية والبحرية التي تنفّذ بشكل متكرر، فلم تعد طلقات المدفعية الثقيلة التي تهز مبنى المدرسة تثير فيهم الذعر أو تعيد إلى الأذهان تجربة العدوان. لكنّ الطفل علي طاهر (10 سنوات) يتمنى لو أن أسرته تتمكن من الانتقال للعيش خارج الناقورة التي حوّلها تعزيز عديد اليونيفيل بعد عدوان تموز إلى ثكنة عسكرية كبيرة «يستعيد أهلها الحرب يومياً على وقع أصوات المروحيات والآليات والمناورات العسكرية». يتحسّر علي على فصل الربيع الذي «لا نستمتع باللعب في مروجه وحقوله» التي اجتاحتها الثكن والنقاط العسكرية التابعة للجيش اللبناني واليونيفيل، وخصوصاً المقر العام الممتد إلى كيلومترات عدة على شاطئ البلدة ويشهد يوماً بعد يوم مزيداً من تشديد الإجراءات الأمنية، وآخرها استبدال السور الشائك الخارجي المحيط به بآخر أكثر ارتفاعاً ومجهزاً بأجهزة مراقبة وإنذار متطورة.