الضنية ــ عبد الكافي الصمدفي بلدة بخعون مثلاً، كبرى بلدات المنطقة سكانياً وانتخابياً (6248 ناخباً)، التي كان معدل ارتفاع الناخبين فيها سنوياً في العقدين الماضيين لا يقل عن 200 ناخب، ارتفع عدد الناخبين، خلال أربع سنوات، 505 ناخبين فقط (8%).
لكنّ، هذا التراجع العددي في بخعون لم ينسحب على بقية البلدات الكبرى، فبلدة سير (5761 ناخباً)، المركز الإداري للمنطقة، ارتفع عدد ناخبيها 830 ناخباً (14%)، وفي السفيرة (4445 ناخباً) ارتفع عددهم 553 ناخباً (12%)، وفي بقاعصفرين (2703 ناخبين) ارتفع العدد 305 ناخبين (11%). هذه الزيادة في أعداد ناخبي القرى المذكورة، وهي في أغلبيتها سنّية، لا تنسحب على القرى والبلدات المسيحية في المنطقة (يمثّلون نحو 21% من السكان). فبلدة كفرحبو (2601 ناخب)، كبرى البلدات المسيحية، زاد ناخبوها 113 ناخباً (4%)، تلتها حقل العزيمة (1233 ناخباً) التي زاد ناخبوها 77 ناخباً (6%). أما في البلدات المسيحية الصغرى فقد كان الأمر متدنياً، ففي الخرنوب (266 ناخباً)، بلغت الزيادة 4 ناخبين (1.5%)، وفي القرين (175 ناخباً)، لم يزد عدد ناخبيها سوى ناخب واحد فقط (0.57%)! يعيد الباحث الاجتماعي حسين الصمد هذا التدني إلى «تراجع تعدّد الزيجات في هذه الفترة إلى حدود دنيا، بالإضافة إلى تأخر سن الزواج بسبب تحفيز أبناء المنطقة أولادهم على متابعة تحصيلهم العلمي، أو توجيههم نحو قطاعات إنتاجية بديلة، بعد تقلّص دور الزراعة في تأمين المالية الاحتياجات المطلوبة». ويضيف الصمد سبباً آخر لتدني أعداد الناخبين، هو «تراجع نسبة الولادات. بالكاد بتنا نرى اليوم عائلة مكوّنة من 5 أفراد، فيما لم يكن عدد أفراد العائلة يقل عن 7 أفراد».