انتهت جريمة اختطاف الفتى أمين الخنسا فجر أمس بتحريره وإعادته سليماً إلى عائلته، وتوقيف المشتبه فيهم الذين أشاروا إلى أن هدفهم كان فقط الحصول على المال. وتأمل القوى الأمنية أن يكشف توقيفهم جرائم سابقة
محمد نزال
مقيَّد اليدين والرجلين بسلاسل حديدية، وملقىً على سرير مهترئ وبجانبه قارورة «سبراي» استُعملت لتخديره. هذا ما كانت عليه حال الفتى أمين جهاد الخنسا (14 عاماً) فجر أمس، عندما دهمت القوى الأمنية المنزل الذي احتجزه فيه الخاطفون في منطقة عاليه بعد أخذه إليه عنوة يوم الاثنين الفائت من أمام منزل أهله على طريق المطار. بيان المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ذكر أن معلومات توافرت عن سيارة رينو كانت قد رصدت منزل ذوي المخطوف، وقد عُرفت هوية الفاعلين ومكانهم، وأُوقف 3 منهم، هم: خ. ش. (مواليد 1976) وإ. أ. (مواليد 1976) وأ. أ. (مواليد 1981)، وبالتحقيق معهم اعترفوا بعملية الخطف بالاشتراك مع الرأس المدبِّر للعملية ع. م. (مواليد 1956)، وأنه موجود مع الفتى المخطوف في منزل مستأجر بخراج بلدة عاليه، وأن الهدف من العملية هو «الابتزاز المادي». نحو الساعة الثالثة من فجر أمس، دُهِم المكان، وحُرِّر الفتى وقُبض على الخاطف (العقل المدبّر). كذلك ضُبطت مادة مخدرة استعملها الخاطفون أثناء تنفيذ العملية طوال وجود الفتى معهم لمنعه من الحركة.
أخبرت القوى الأمنية والد الفتى بالإنجاز، فلم تسع الفرحة قلبه، وفاضت عيناه بالدمع. أخبر بدوره الوالدة التي لم تعرف طعم النوم طوال ثلاثة أيام. عند الساعة الخامسة فجراً سُلِّم الفتى إلى ذويه وهو بصحة جيّدة في ثكنة المقر العام للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، بحضور وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي وقائد وحدة الشرطة القضائية العميد أنور يحيى. وهنأ بارود القوى الأمنية على عملها، آملاً التوصل إلى معلومات عن مصير المفقود جوزف صادر الذي اختطف يوم 12 شباط 2009 على طريق المطار.
وأثنى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على عمل القوى الأمنية، واتصل بكل من ريفي ويحيى منوهاً. من جهته، اتصل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة هاتفياً بكل من بارود وريفي للتهنئة على النجاح في إطلاق سراح الفتى الخنسا، مشيراً إلى أن «هذا الإنجاز الأمني يؤكد مرة أخرى المستوى المتقدم الذي وصلت إليه الأجهزة الأمنية، والجهد الذي تبذله في خدمة المواطنين». رئيس اتحاد بلديات الغبيري محمد الخنسا أصدر بياناً حيّا فيه القوى الأمنية على عملها، منوهاً بـ«جهود الإخوة في حزب الله على ما بذلوه في هذا الموضوع»، وفي حديثه إلى «الأخبار» شكر «الفاعليات الحزبية في المنطقة التي تعبت كثيراً، وبذلت جهوداً عالية في إلقاء الضوء على بعض المشبوهين، وقدمت الخيوط الأساسية التي أدّت إلى الوصول إلى الخاطفين المجرمين».
وشكر الخنسا «الأهالي الذين كانوا متعاونين جداً مع التحقيق». وفي سياق متصل، أصدرت عائلة المشتبه فيه ع. م. بياناً هنّأت فيه بعودة الطفل سالماً، مطالبة «الدولة والأجهزة المعنية بالعمل بالشدة اللازمة لإنزال أشد العقوبات بحق الذين ارتكبوا هذه الجريمة».


خلفيّة ماليّة للجريمة

ذكر مسؤول أمني لـ«الأخبار» أن المشتبه فيهم هم جيران عائلة الخنسا، واختطفوا ابنها لابتزازها بهدف الحصول على المال، لكون المشتبه فيه الرئيسي يعاني ضائقة مالية. وأكّد المسؤول الأمني أن كشف الخاطفين تم بالتنسيق مع حزب الله الذي قدّم معلومات مهمة للمحققين. وأشار إلى أن التحقيق مع المشتبه فيهم سيتوسع ليشمل جرائم أخرى جرت في منطقتي طريق المطار والأوزاعي في الآونة الأخيرة