قال علماء ألمان إن ملكة مصر القديمة نفرتيتي التي يُنظر إليها باعتبارها موناليزا العالم القديم ربما لم تكن على درجة الجمال نفسها التي تتبدّى في تمثالها. ويشير وجه نحت بعناية بحجر جيري للتمثال النصفي لنفرتيتي إلى أن النحّات الملكي في ذلك الحين ربما سعى إلى إصلاح تجاعيد حول الفم، وأصلح الأنف غير المستوي لتصوير «حسناء النيل» على نحو أفضل. وعثر على تمثال نفرتيتي في مصر في عام 1912 في تل العمارنة، عاصمة زوجها أخنتون التي لم تعمّر طويلاً. واكتشف التمثال الذي يبلغ ارتفاعه 50 سنيتمتراً عالم الآثار الألماني لودفيج بورشاردت أثناء القيام بحفريات في ورشة النحات الملكي الشهير تحتمس، وهو الآن موجود في متحف ألتيس في برلين.والتمثال مصنوع من الحجر الجيري ومغطىّ بطبقات من الجص تتفاوت في سمكها. وحلّل الباحثون في البداية التمثال باستخدام تكنولوجيا الأشعة المقطعية في عام 1992 ولكن التقدم في التكنولوجيا سمح لهم بأن يغوصوا أكثر في دراسة التمثال. وأظهر تحليلهم أنه مقارنةً بوجه الجص الخارجي فإن الوجه الداخلي فيه عظام الفكين أقل بروزاً وعدم استواء طفيف بطرف الأنف وتجاعيد حول الفم والخدّين وعمق أقل في ركني الجفنين. فكتب الباحثون «عثر على شقوق مختلفة موازية للسطح في الكتفين والسطح الأسفل من التمثال ومؤخرة التاج، لذا فمن المحتمل أن تكون هذه التغيرات قد أجريت لجعل الملكة تبدو أكثر اقتراباً من نماذج الجمال الأوروبي في تلك الفترة.
ومنذ عرضه للمرة الأولى أمام الجمهور في عام 1923 جذبت دقة تناسق خطوط التمثال الذي مضى عليه 3300 عام وملامحه المنحوتة بدقة آلاف المعجبين من كل أنحاء العالم.