تعقيباً على مقالة الدكتور أسعد أبو خليل التي نشرت في «الأخبار» بتاريخ 28/3/2009 تحت عنوان «ابن الزعيم، حشرجة الإقطاع الشيعي»، جاءنا ردّ من المكتب الإعلامي للرئيس كامل الأسعد، هذا أبرز ما جاء فيه:أوّلاً: يقول الكاتب إن ولادة ابن الزعيم، أي الرئيس كامل الأسعد، كانت الضربة القاضية للزعامة الأسعدية، والصحيح هو العكس تماماً. فقد تألقت هذه الزعامة حينها وازدادت وهجاً وتأثيراً في الحكم وفي الحياة السياسية، حيث كان الرئيس الأسعد من أهم أركان الحكم في لبنان وصانع رؤسائه...
ثانياً: في قوله عن لسان المرحوم أحمد الأسعد إن الجنوب لا يحتاج إلى مدارس لأن كامل يتعلم، فهذا حديث مجتزأ، لأن المرحوم أحمد الأسعد قال إنّه يعلّم ابنه عندما أخبره بعض المناصرين بأن أنصار الرئيس عادل عسيران رحمه الله يعيّرونهم بأنه متعلم أكثر منه ـــــ من أحمد الأسعد ـــــ ولا علاقة لذلك الحديث بالمدارس إطلاقاً.
ثالثاً: لا ندري ممّ استدل أسعد أبو خليل على كره الرئيس كامل الأسعد لطائفته. أمن صونه لدماء الشيعة؟ أم من حفظه لمالهم؟ أم من خلال تمثيله لطائفته التي تشرفت به كما تشرف بها. أما السؤال الذي نطرحه هنا على السيد أبو خليل فهو عن سبب سكوته إزاء كل ما جرى ويجري من استباحة للدماء الشيعية والأموال والاتجار بالقضية والانبطاح أمام ضباط الاستخبارت من مختلف الجنسيات؟
رابعاً: نسأل السيد أبو خليل من أخبره بأن كامل الأسعد طلب أن ينهي طعامه وشرابه بعد تلقيه خبر وفاة والده؟ وهل كان أبو خليل نفسه هو شخصياً جليس كامل الأسعد على تلك المائدة؟
خامساً: نؤكّد للسيّد أبو خليل أنّه لولا إرادة الرئيس كامل الأسعد واقتناعه لما تأسس المجلس الشيعي، علماً بأن رئيس المجلس النيابي آنذاك كان المرحوم صبري حمادة وهو
معارض للفكرة أساساً. وهذا ما تثبته محاضر مجلس النواب وتغطيات الصحف اليومية في تلك الحقبة.
سادساً: إن قوله إن الأحزاب الشيوعية واليسار والمقاومة الفلسطينية كانت تنخر عضد الإقطاع الشيعي يجعلنا نذكره بأن تجاوزات هذه الأحزاب، ولا سيما المقاومة الفلسطينية وتوغلها في الحرب الأهلية، إنما كانت بذلك تنحرف عن هدفها وتنخر عضد الوطن برمته لا عضد الزعامات الوطنية وحسب. وهذا ما أدلى به أهم رموز الحركة الوطنية السيد محسن إبراهيم في خطابه بالذكرى السنوية الأولى لاستشهاد جورج حاوي.
سابعاً: الدليل الإضافي على جهل كاتب المقال وتطفله على تاريخ الجنوب، هو زعمه بأن المرحوم محمد داود الزيات (1929ـــــ1961 ) كان مرشحاً ضد الإقطاع، فيما كان سيترشح على لائحة المرحوم أحمد الأسعد، لولا حلول المرحوم علي العرب مكانه، وذلك في انتخابات 1960 وعلى وهج ثورة 1958 العروبية التي كان المرحوم أحمد الأسعد أهم أركانها. الأمر الذي ينفي الزعم بوجود خصومة بين الرجلين.
أما الخطأ الفادح، فهو ادعاء أبو خليل بأن الرئيس كامل الأسعد كان قد استعان بالنظام السوري لتأسيس الحزب الديموقراطي الاشتراكي وميليشيا مسلحة. فمن علامات الغباء ألا يعرف أستاذ العلوم السياسية بأن الحزب تأسس في عام 1969 أي قبل تشكل النظام السوري الذي يتحدث عنه على أثر الحركة التصحيحية.
ثامناً: إن القول بأن مستشار الرئيس الأسعد شارل خوري الذي استمر في المجلس حتى عام 2005 كان صلة الوصل مع الإسرائيليين وأن الرئيس الأسعد قد قابل إسرائيليين في عهد بشير الجميل، فهذا محض كذب وافتراء لم يجرؤ أحد على التفوه به.
تاسعاً: الإيحاء بأن ميشال المر ـــــ العرّاب المالي لبشير الجميل ـــــ قد أقنع الرئيس الأسعد بانتخاب بشير الجميل، فهذا من نسج خيال الراوي. فالرئيس الأسعد كان قد حذّر المر حينها من تقديم أي مبلغ لأي من النواب المحسوبين عليه. أما تبني ترشيح بشير فكان بعد 10 جلسات حوار بين الرجلين انتهت إلى ضمانات وتعهدات قدمها الجميل على صعيد السياسة الداخلية والقومية والدولية، إضافة إلى عدم وجود أي مرشح سواه.
عاشراً: بينما يصوّب أبو خليل على الإقطاع الشيعي، يعتب على الميليشيا الشيعية بأنها لم تقضِ على الإقطاع الآخر، وهنا يبدو كالمستجير من الرمضاء بالنار. وفي الوقت عينه يغض الكاتب الوطنجي والقومجي نظره عن الفساد والمفسدين والإثراء غير المشروع واستباحة دم الشيعة والفلسطينيين وإلغاء المؤسسات، ومن خلالها الدولة، ناهيك عن الارتهان للخارج وأبشع أنواع الإثارة الطائفية والمذهبية. نسي بل تناسى أبو خليل بأنه في زمن الإقطاع خسر كامل الأسعد النيابة عام 1960 ورئاسة المجلس مرات عديدة، وذلك في ممارسة ديموقراطية غائبة اليوم، وتتناقض وفكرة الإقطاع كما عرضها.