عمر نشّابةليل طويل من التنسيق والمتابعة بين فعاليات الضاحية الجنوبية وقوى الأمن الداخلي أثمر صباحاً إنجازاً أمنياً عبر تحرير طفل أخذ رهينة لدوافع مادّية. هكذا، تمكنت الشرطة بفضل مساعدة أبناء الخزّان البشري للمقاومة بوجه العدو الإسرائيلي، من القبض على مشتبه فيهم بارتكاب جرائم خطرة. فعندما تبتعد قوى الأمن عن الانحياز لفريق على حساب آخر تنجح في عملها وترفع من شأن دولة المؤسسات. لا بديل من مؤسسات الدولة. أما عندما تتحوّل قوى الأمن إلى مجموعة مسلّحة تستزلم لتيار سياسي وينحاز بعض ضباطها لمذهب معيّن مبرّرين ذلك باتهام المؤسسة العسكرية بخدمة مذهب آخر، أو عندما ينحاز بعضها إلى جهات دولية، قد يتعثّر عملها.
وما جرى في معهد التدريب، في الوروار، أمس دلّ على مشهد معاكس لمشهد الاحتفال الصباحي في المقرّ العام: لم تكن المرّة الأولى التي تجلس فيها السفيرة الأميركية على أحد المقعدين في منصّة الشرف، إلى جانب عميد أو لواء في قوى الأمن الداخلي وخلفهما ضباط لبنانيون، بينما يمرّ أمامهما في عرض عسكري شرطيون أنهوا دورة تدريب أشرف عليها أميركيون. وكان مجلس الوزراء قد وافق على برنامج التدريب لكنه لم يوافق، ولا يحقّ له أن يوافق، على أن تشرف سفيرة دولة أجنبية على عرض عسكري لقوى الشرطة. فكيف إذا كانت تلك الدولة تدعم بمليارات الدولارات جيشاً عدواً قتل آلاف اللبنانيين. لكن، رغم تربّع السفيرة على مقعد أشبه بالعرش ومخاطبتها العسكريين بسلاحهم من فوق منصّة الشرف في مؤسسة رسمية في الجمهورية اللبنانية، لا خشية على قوى الأمن من انصياعها لرغبات البيت الابيض. ففي قوى الأمن الداخلي ضباط ورتباء وشرطيون أوفياء للمقاومة. وكما المناضلون الذين تخرّجوا من الجامعة الأميركية في بيروت ومن الجامعات والمعاهد في الولايات المتحدة الأميركية، كذلك ضباط ورتباء وعسكريون في الجيش وفي قوى الأمن والأمن العام وأمن الدولة والجمارك تدرّبوا وتعلّموا في أميركا وفرنسا وبريطانيا وازداد اقتناعهم بمقاومة العدو الإسرائيلي الظالم والحفاظ على كرامة الجمهورية اللبنانية والاستقلال. هل ترضى القوى المسلّحة في أي دولة مستقلّة أن تجري عرضاً عسكرياً لسفير أي دولة أجنبية أخرى؟