في وقت يشكو فيه المهتمون بالشؤون الثقافية، من ابتعاد معظم الناس عن الكتاب، وتراجع عادة المطالعة لدى الجيل الجديد، ما يجعل المكتبات العامة شبه فارغة، باتت المكتبات في الولايات المتحدة ملاذاً للمشرّدين والأشخاص الذين يعانون الكآبة والعاطلين عن العمل، فهؤلاء يقولون إنهم لا يجدون مكاناً آخر يذهبون إليه في هذه الأوقات الاقتصادية الصعبة التي تمرّ بها بلادهم.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مديرة مكتبة «ميموريال لايبراري» روزالي بورك من أرلنغتون هايتس في ولاية إلينوي، «لست معتادة على رؤية الناس وهم يذرفون الدموع»، وأضافت بورك التي أبدت تعاطفها مع روّاد مكتبتها «إننا حريصون جداً على مساعدة هؤلاء الناس ونشعر بالتعاطف معهم إلى أبعد الحدود».
وتشهد المكتبات الأميركية بدءاً من نيويورك إلى لوس أنجلس إقبالاً واسعاً من العاطلين عن العمل الذين يقضون معظم أوقاتهم فيها، حيث ينام بعضهم على المقاعد ويستخدم آخرون الكومبيوتر أملاً في الحصول على عمل، فيما يطلب روّاد لا يتقنون اللغة الإنكليزية مساعدة الموظفين فيها على تعبئة نماذج التوظيف، وقالت الشرطة في لوس أنجلس إن المكاتب العامة باتت الآن نقطة اجتذاب للصوص.
وكثيراً ما يتعارك العاطلون عن العمل على أبواب هذه المكتبات، كالحادثة التي حصلت في أرلنغتون هايتس قرب شيكاغو أخيراً.