هاني نعيممن جديد، شارع الحمرا لا يتوقّف عن إنتاج أمكنة ومساحات تحتضن النشاطات الثقافيّة. على مقربة من مسرح المدينة، وفي خبايا مبنى استرال، افتتحت قبل 4 أشهر حانة Dynamo. زائر «الدينامو» يصادفه «العرّاب» عند الباب، وتجاوره ملصقات سينمائيّة هوليووديّة قديمة تغطّي الباب والنوافذ. وهي كافية لتبشّر الزائر بهويّة المكان. في الداخل، كل عناصر الحانة توحي بشيء من سبعينيّات القرن الماضي. الستائر، المقاعد القرمزيّة المتقاربة، التي تضفي حميميّة على الليل، البار الطويل، وحتّى الأضواء... وكأنّ صدى بعيداً يردّد: «الحمرا رح ترجع متل ما كانت!». هنا الكراسي والطاولات استثنائيّة! ومن ارتاد مقهى الويمبي قبل إغلاقه يستطيع التعرّف عليها في «المحرّك»، حتّى إنّ ثقب رصاصة الشهيد خالد علوان التي أطلقها على جنود الاحتلال الإسرائيلي أثناء اجتياح بيروت في 1982، ما زالت تحتفظ بها إحدى الطاولات. تتوسّط الجدرانَ مرآةٌ كبيرة كأنّها تعلن «هنا كل شيء مكشوف». وإلى جانبها، يرقص «زوربا» على إيقاع الموسيقى اليونانيّة، ويجاوره «آل باتشينو» بـ«وجهه المخيف»، يقابلهم «بيّاع الخواتم» على إيقاع «شو بخاف، دق عليك وما لاقيك». أما موسيقى الدينامو، فتتراوح بين الجاز والبودابار، وفيروز وزياد الرحباني، ولا تقف عند الكلاسيك الشرقي، لتشكّل مزيجاً ثقافياً ـــــ موسيقياً عالمياً يرفض العزلة في هويّة ضيّقة. كذلك بدأت الحانة بتنظيم سلسلة من النشاطات الثقافيّة والفنيّة، من حلقات حوار حول مختلف القضايا، إضافة إلى عرض أفلام قصيرة بحضور مخرجيها، تليها نقاشات معهم، وإحياء أمسيات شعريّة مع قراءات لشعراء المدينة. وتأتي هذه النشاطات ضمن تحريك الحياة الثقافيّة، ولهذا هو «دينامو».